استبدال نتنياهو أو انتخابات مبكرة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•هل الحكومة قادرة على أن تعمل بصورة جدية وموضوعية من أجل مصلحة مواطني الدولة في الوقت الذي تحوم فيه الشكوك فوق رئيسها؟ جواباً على هذا السؤال المهم يحصل الجمهور باستمرار على رد سلبي. والأيام الأخيرة توضح ذلك جيداً: بدلاً من معالجة المسائل المتعلقة بإدارة الدولة، ينشغل رؤساء الائتلاف بمناورات سياسية لا نهاية لها، ويحاولون أن يفهموا ما إذا كان عليهم الاستعداد لانتخابات سريعة في حزيران/يونيو، أو تمكين الحكومة من إنهاء ولايتها في الموعد المحدد لها في تشرين الثاني/نوفمبر 2019.

•وهكذا أصبحت قضايا شديدة الأهمية، مثل قضية التجنيد وميزانية الدولة، رهينة مصالح ضيقة تخدم البقاء السياسي. المواطن الإسرائيلي ليس فقط أنه غير موجود في رأس اهتمامات زعماء أحزاب الائتلاف، بل هو مندهش من الصلة بين مسألة تجنيد آلاف الحريديم وبين موقف المستشار القانوني للحكومة في القضية 2000، أو الصلة بين إقرار ميزانية الدولة وبين التطورات في القضية 4000. 

•من الأدلة المزعجة على هذا التشويه في الحكم التقرير الذي نشره حاييم ليفنسون أمس بشأن طلب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من رؤساء أحزاب الائتلاف التعهد بصورة علنية البقاء في الإئتلاف حتى موعد الانتخابات في تشرين الثاني/نوفمبر 2019. يوضح هذاالمطلب مدى هشاشة الأساس الأخلاقي الذي يستند إليه الائتلاف الحالي: فهل من المفروض بأعضاء الائتلاف أن يدعموا نتنياهو حتى لو أُحيل إلى المحاكمة فقط لأنه أجبرهم مسبقاً على القيام بذلك؟ يستغل نتنياهو عدم رغبة شركائه في إجراء انتخابات لكي يفرض استمرار حكمه، ولو كان الثمن التدمير المطلق لقيم عامة أساسية.  

•أيضاً تكشف تهديدات قسم من أعضاء الائتلاف قيماً عامة فاسدة أخلاقياً. وبينما يدرس زعيم حزب إسرائيل بيتنا أفيغدور ليبرمان، أخيراً، احتمال "المضي مع ما نؤمن به"، فإن رئيس حزب البيت اليهودي، نفتالي بينت، لا يفهم أبداً "ماذا جرى فجأة" نستيقظ في الصباح ونكتشف أنهم يريدون انتخابات؟ لم يحدث أي شيء خارجي يتطلب هذه الضجة". من الغريب بالنسبة إلى المسؤول عن تعليم أبناء إسرائيل، أن التحقيق مع رئيس الحكومة في قضايا فساد، والقمع الخطر لمنظومة تطبيق القانون، بما فيها ادعاءات رئيس الحكومة وجود مؤامرة ضده، كل هذا يعتبره بينت" لا يستحق كل هذه الضجة" 

 

•ليس في إمكان الائتلاف الاستمرار في البقاء تحت سحابة الشكوك التي تحوم فوق نتنياهو. وكل قرار يتخذه ستكون له علاقة بمسألة تطورات التحقيق معه، ولن يحظى بثقة الجمهور. والائتلاف أمام احتمالين:  إمّا استبدال نتنياهو وإمّا انتخابات مبكرة.