خط أحمر جديد: تحذير الجيش الإسرائيلي يصل إلى المدنيين في لبنان
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

– الموقع الإلكتروني
المؤلف

•يُعتبر مقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، العميد رونين منليس [راجع ما ورد في المقال في قسم الأخبار]، الذي نشرته صباح يوم الأحد وسائل إعلامية لبنانية وعربية، خطوة دراماتيكية موجهة إلى الوعي لم نعرف مثلها في السنوات الخمسين الأخيرة. وفي الواقع، هذه هي أول مرة يتوجه فيها الجيش الإسرائيلي مباشرة ورسمياً إلى جميع مواطني لبنان ويطلب منهم: تعقّلوا، وأوقفوا العملية التي تحوّل إيران وحزب الله من خلالها لبنان ومواطنيه إلى رهائن، فالقرارات المصيرية التي تتعلق بحياتهم وازدهارهم باتت تتخذ في طهران، وبما يتلاءم مع مصالح نظام آيات الله.

•قال منليس: "هذه الخروقات لا تهددنا، بل على العكس، فالمسافة بين خرق ينتهي بتقرير للأمم المتحدة، وبين خرق يؤدي إلى تدهور أمني، مرتبط أولاً، وقبل كل شيء بقرار إسرائيلي". تشكل هذه الكلمات نوعاً من خط أحمر جديد تضعه إسرائيل، وهي بمثابة تحذير مباشر للبنان من هجوم إسرائيلي.

•يهدف المقال بصورة خاصة إلى دفع المعارضة السنية والمسيحية إلى التحرك، بعد أن نجح حزب الله حتى في احتواء سعد الحريري، رئيس الحكومة السنّي في لبنان، الذي أصبح خاضعاً لمشيئته حالياً. هذا على الرغم من المحاولة السعودية الفاشلة لدفع سعد الحريري إلى كبح سيطرة حزب الله على الحكم، وعلى المنظومة السياسية في لبنان.

•من يقرأ بين سطور مقال الناطق بلسان الجيش في إمكانه أن يجد لهجة استعجال وإلحاح لم تكن موجودة في الرسائل السابقة الصادرة عن جهات في الجيش، وأطراف سياسية إسرائيلية موجهة إلى أسماع اللبنانيين. قبل سنوات أرسل قائد الأركان الحالي في الجيش غادي أيزنكوت رسالة رادعة للبنان، عندما تحدث في مقابلة مع "يديعوت أحرونوت" عن "عقيدة الضاحية". وخلاصة هذه العقيدة أنه في المرة المقبلة التي ستنشب فيها مواجهة كبيرة مع حزب الله، ستتصرف إسرائيل بطريقة مدمِّرة "غير متناسبة"، وستكون النتيجة مشابهة للقصف الذي قام به سلاح الجو ودمر مربع الضاحية، الذي استخدمه حزب الله مركزاً عسكرياً له في بيروت، خلال فترة حرب لبنان الثانية [حرب تموز/يوليو 2006].

•لكن هذه الرسالة، مثل رسائل رادعة علنية وسرية أُخرى أرسلتها إسرائيل للبنان في السنوات الأخيرة، كانت أقل تفصيلية ولم تتوجه مباشرة إلى أسماع المواطن اللبناني العادي.

•والسؤال المطروح: ما الذي دفع الناطق بلسان الجيش إلى اتخاذ خطوة تتعلق بالوعي وغير مسبوقة في هذا التوقيت تحديداً. ثمة احتمال أن الجيش لاحظ استعداداً في الساحة اللبنانية لالتقاط رسائل إسرائيلية، واستغل الفرصة بصورة مبتكرة. وهناك احتمال ثانٍ هو أن النجاح الذي حققه الموقع الإلكتروني لمنسق الأنشطة في المناطق [المحتلة] الذي يتوجه من خلاله اللواء يوآف مردخاي مباشرة إلى الفلسطينيين في غزة ويهودا والسامرة [الضفة الغربية]، دفع الجيش إلى الاستخلاص أن التوجه مباشرة إلى مواطني لبنان، الشيعة وغير الشيعة، بواسطة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، يمكن أن يحقق شيئاً من النجاح.

•ثمة احتمال ثالث، هو حدوث تطور سلبي كبير في الوضع على الأرض في لبنان. من المحتمل أن الاستخبارات الإسرائيلية رأت أن هذه التطورات زادت في حدة التهديد الذي يتربص بإسرائيل، وجعلت حدوث التصعيد مع لبنان أمراً محتملاً بصورة مباشرة. لذا برزت حاجة إلى القيام بخطوة تجذب انتباه سكان لبنان، ومواطني إسرائيل والدول العظمى، والأنظمة العربية في المنطقة، والرأي العام العالمي، نحو احتمال حدوث تصعيد قريب ونحو نتائجه.

•في الفترة الأخيرة، هناك دلائل إضافية على اتخاذ إسرائيل خطوات ردع وتحذير غير مسبوقة، من المحتمل أنها تهدف إلى إيجاد خلفية إعلامية ودعائية لزيارة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لروسيا بعد يومين ولقائه بوتين لمناقشة موضوع إيران. هناك اهتمام كبير بمنع التصعيد في سورية ولبنان في الفترة الحالية، وأي تصعيد على الجبهة الشمالية سيلحق الضرر مباشرة بقدرة روسيا على تحقيق الإنجازات التي حصدتها  في سورية وفي الشرق الأوسط بصورة عامة في السنوات الأخيرة.