غضب إسرائيلي على مشروع قانون بولندي يسمح بتجريم تحميل بولندا مسؤولية جرائم تم ارتكابها خلال المحرقة النازية
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

وبّخت وزارة الخارجية الإسرائيلية أمس (الأحد) القائم بأعمال السفير البولندي لدى إسرائيل بيوتر كوزلوفسكي، بعد أن صادق مجلس النواب في البرلمان البولندي في وارسو في نهاية الأسبوع الفائت على مشروع قانون يسمح بتجريم تحميل بولندا مسؤولية جرائم تم ارتكابها خلال المحرقة النازية على أراضيها، وينص على فرض عقوبة السجن الفعلي لمدة أقصاها ثلاث سنوات على كل من يقول إن بولندا تتحمل مسؤولية الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها ألمانيا النازية.

وقال كوزلوفسكي في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام بعد اللقاء الذي عُقد بينه وبين مسؤولين في وزارة الخارجية في القدس واستمر 15 دقيقة، إن بولندا لا تحاول محو التاريخ وإنما التمسك بالحقيقة. وأكد أنه سمع ما توقع أن يسمعه.

وكان مجلس النواب في البرلمان البولندي صادق يوم الجمعة الفائت على مشروع قانون يجرّم استخدام عبارات مثل "معسكرات الموت البولندية"، للإشارة إلى مواقع قامت ألمانيا النازية بتشغيلها في بولندا المحتلة خلال الحرب العالمية الثانية. وجاء مشروع القانون هذا كرد على حالات استعملت فيها وسائل إعلام أجنبية في السنوات الأخيرة عبارة "معسكرات الموت البولندية" لوصف معسكر أوشفيتز ومعسكرات أُخرى أدارها النازيون. ولا يزال مشروع القانون بحاجة إلى مصادقة مجلس الشيوخ البولندي والرئيس البولندي.

وأثار هذا التشريع الغضب في إسرائيل إذ اتهم بعض الساسة الإسرائيليين الحكومة البولندية بإنكار المحرقة في الوقت الذي أحيا فيه العالم اليوم العالمي لذكرى المحرقة أول أمس (السبت).

وأصدر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بياناً قال فيه إن مشروع القانون البولندي لا يستند إلى أي أساس، وأكد أنه لا يمكن إعادة كتابة التاريخ ولا يجوز إنكار المحرقة.

كما وجّه رئيس الدولة الإسرائيلية رؤوفين ريفلين انتقاداً شديداً إلى مشروع القانون، وقال إنه لا يمكن تزييف التاريخ أو كتابته من جديد لإخفاء الحقيقة. 

وانتقد أعضاء كنيست من جميع الأحزاب مشروع القانون البولندي. 

ووصف زعيم المعارضة عضو الكنيست يتسحاق هيرتسوغ من "المعسكر الصهيوني" مشروع القانون بأنه خطر من الناحيتين الأخلاقية والموضوعية. وأعرب عن أمله بأن تعود القيادة البولندية إلى رشدها وتلغي هذا القانون على وجه السرعة.

وأكد رئيس حزب "يوجد مستقبل" عضو الكنيست يائير لبيد أنه لا يوجد أي قانون في إمكانه تغيير التاريخ، وأن بولندا كانت شريكاً في المحرقة النازية.

في المقابل قال رئيس الحكومة البولندية ماتيوس مورافيسكي إنه يترتب على اليهود والبولنديين الحفاظ على ذكرى ضحايا النازية، لكنه في الوقت عينه أضاف أن اسم معسكر الإبادة أوشفيتز ليس بولندياً.