•صوّت أكثر من ألف عضو في مركز الليكود يوم الأحد لمصلحة اقتراح يحث رئيس الحكومة على تطبيق القانون الإسرائيلي على المستوطنات في شتى أنحاء يهودا والسامرة [الضفة الغربية] وتوسيع البناء في المستوطنات. لقد أيّد نتنياهو الاقتراح لكنه لم يكن هو من قدمه ولم يلقِ خطاباَ في جلسة مركز الحزب في اللد كي لا يغضب ترامب. على ما يبدو أن نتنياهو أحزن فقط الرئيس الأميركي، الذي كان قادراً على حضور اجتماع مركز الليكود بنفسه وإلقاء الخطاب المركزي.
•أول من أمس غرّد ترامب أنه سيوقف تحويل الأموال إلى الفلسطينيين لأنهم غير مستعدين لإجراء مفاوضات. ولولا ذلك لكانت العملية السلمية تتقدم جيداً. قبل شهر تحديداً أعلن ترامب أن القدس عاصمة لإسرائيل، ومن بعدها غضب لأن الفلسطينيين لم ياتوا إلى مفاوضات السلام. الآن يوقف المساعدة عنهم ويعلن أن القدس ليست مطروحة أبداً للتفاوض. ما هي المرحلة المقبلة؟ تضم إسرائيل المنطقة، ويثور الفلسطينيون، ويعلن ترامب أنه بالنسبة إليه الفلسطينيون لم يعودوا موجودين لأنهم يرفضون المجيء إلى طاولة التفاوض؟
•لا حاجة إلى أن نشفق على الفلسطينيين الذين ضيعوا فرصة الحصول على أغلبية المناطق بما في ذلك أجزاء من القدس. اليوم انقلبت الأمور ونحن في سباق نحو الدولة ثنائية القومية التي يقود إليها ترامب والسفيرة نيكي هايلي، ونفتالي بينت ومركز الليكود.
•إن ضمّ "مناطق المستوطنات" كما ورد في قرار مركز الليكود، يضع نوعين من السكان تحت سيادة واحدة، اليهود سيتمتعون بالحقوق، وسيُحرم منها الفلسطينيون. إنه تطبيق قانون على أحد المناطق الجغرافية من دون اتفاق، وعلى قومية واحدة. هل هناك من يفهم دلالة هذا القرار؟ وماذا سيحدث لصورة إسرائيل الديمقراطية بعد خطوة قارصة من هذا النوع يدفع حزب السلطة بها قُدُماً بكل قوته؟ عضو واحد فقط في المركز عارض الاقتراح إسمه موتي أوحنه. وأطلق على الواقع الجديد مصطلح "أبرتهايد".
•من الصعب الافتراض أن الاقتراح الذي وافق عليه المركز سيتحول مباشرة إلى قانون ملزم، وحتى نتنياهو يعرف القيود، ربما أفضل من ترامب. لكن إذا اتخذنا مثل هذه الخطوة الكارثية، يمكن الاستماع على الأقل إلى الكاتب أ. ب يهوشواع، الذي يئس من حل الدولتين. يقترح يهوشواع تبني خطة ضم مناطق ج، لكن مع إعطاء الفلسطينيين الجنسية والمساواة في الحقوق، كي لا نظهر سيئين ونشعر بالسوء حتى مع أنفسنا.
•قال وزير مقرب من نتنياهو هذا الأسبوع إنه في نهاية الطريق بالنسبة إلى الحكومة ستقوم دولة فلسطينية في غزة إلى جانب حكم ذاتي بلدي في منطقتي الخليل ونابلس. هذا لن يحدث، وإذا حدث، فإن ترامب يمكن أن يفرض عليه فيتو. فبعد أن ضم إلينا القدس كلها مع كل قراها، فإن الرئيس الصديق لن يسكت حتى نفرض السيادة على جميع مناطق الضفة الغربية، وهكذا سنستهلك حياتنا وقوتنا في حرب لا نهاية لها بين شعبين كل واحد منهما يمسك بخناق الآخر ولا يتركه.