ما الذي يمكن أن يدفع إيران إلى تحرك عسكري ضد إسرائيل؟
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

•يجب أن ننظر إلى مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح مؤخراً على يد الحوثيين، حلفائه السابقين، عبر الإطار الأوسع،  وذلك في ضوء الغيوم التي تهدد هيمنة إيران على المنطقة. يخدم اغتيال صالح مصلحة مشتركة للحوثيين الذين يسيطرون على اليمن، ولأسيادهم في طهران. إن "خيانة" صالح  الذي انتقل إلى الجانب السعودي، عرّضت للخطر مشروع النظام الإيراني الرامي إلى السيطرة على "أربع عواصم عربية"، صنعاء، بغداد، دمشق، وبيروت.

•وتحديداً، عندما بدا أن إيران تسيطر على سورية ولبنان، بمساعدة حزب الله والميليشيات الشيعية الأُخرى تحت مظلة استراتيجية روسية، زادت إسرائيل الضغط العسكري المباشر ضد وجود هذه القوات وتمركزها في قواعد برية، وجوية، وبحرية.

•في المقابل، تجري تحركات أميركية صامتة في سورية وفي العراق. ومؤخراً جرى تحسين البنى التحتية الأميركية في سورية، ومن المتوقع أن يصبح عدد الجنود الأميركيين الموجودين هناك 2000 جندي وليس 500 كما أعلن البنتاغون في وقت سابق. يجب الإشارة أيضاً إلى المحادثات التي تجريها إدارة ترامب بشأن تزويد السعودية بتكنولوجيا نووية، وهي خطوة ستغيّر سياسة أميركية استمرت عشرات السنوات، وذلك من دون أن تتعهد الحكومة السعودية بعدم استخدام التكنولوجيا الأميركية للحصول على سلاح نووي.

•مؤخراً، نشر الموقع الروسي الإلكتروني Strategic culture والذي يشكل جزءاً من جهاز الدعاية في الكرملين، مقالاً بعنوان "تحركات جديدة للولايات المتحدة: الحرب ضد إيران يمكن أن تكون أقرب مما نظن"، وذلك نتيجة حملة منسقة من أجل كبح إيران في المنطقة. في تقديري أن إيران هي التي يمكن أن تبدأ حرباً ضد إسرائيل بواسطة هجمات يشنها حزب الله.

•بالنسبة إلى إيران، سورية هي بمثابة رصيد ثمين، وقد وظفت فيها جهداً عسكرياً ومالياً وبشرياً هائلاً من أجل المحافظة على نظام الأسد. وقد سمح هذا الجهد بسيطرة إيرانية مطلقة على لبنان من خلال حزب الله، وفتح باباً لها على البحر الأبيض المتوسط، وشكل تهديداً مباشراً لإسرائيل من خلال إيجاد تواصل جغرافي عبر العراق وبناء جبهة شرقية جديدة. وبحسب تقارير أجنبية، تحدث هجمات جوية إسرائيلية متواصلة ضد محاولات إيران إقامة قواعد ثابتة في سورية، وضد توسيع جبهة الصراع الذي يخوضه حزب الله من لبنان إلى الحدود السورية. إن السياسة الروسية لاحتواء التحرك الإسرائيلي العنيف، من خلال الموافقة الصامتة أو رغبة منها في السماح لنفسها بالدفع قُدُماً بحل سياسي في سورية، لن تلاقي ارتياحاً في طهران.

•هذا الأسبوع نشر البيت الأبيض استراتيجيته الجديدة للأمن القومي، التي تظهر إيران فيها جنباً إلى جنب مع كوريا الشمالية  بصفتها تشكل تهديداً مركزياً للولايات المتحدة وحلفائها وللعالم كله. ويُتهم النظام الإيراني بأنه يستخدم الإرهاب في أنحاء العالم بواسطة حزب الله، ويُطور صواريخ باليستية تتمتع بقدرة عالية، ولديه قدرة على استئناف عمله من أجل التوصل إلى سلاح نووي. لذا ستعمل الولايات المتحدة مع حلفائها على منع إيران من الحصول على سلاح نووي، وعلى الحد من نفوذها الإقليمي المؤذي.

•إن القيام بخطوات أميركية مهمة في سورية والعراق والحد من نفوذ إيران في اليمن، ضمن إطار استراتيجيا ترامب الجديدة، يمكن أن يدفع الزعامة في إيران إلى تحرك عسكري ضد إسرائيل بالاعتماد على مخزون ضخم من الصواريخ في حوزة حزب الله وقواته البرية التي اعتراها الوهن في أثناء الحرب السورية. 

•صحيح أن الهدف المركزي من تحويل حزب الله إلى ذراع صاروخي وبري لإيران ضد إسرائيل كان استخدامه إذا هاجمت إسرائيل أو الولايات المتحدة البنية التحتية النووية الإيرانية، لكن إذا ازداد الضغط في الأشهر المقبلة على إيران في سورية ولبنان والعراق واليمن، ستقف طهران في مواجهة  قرار مصيري. 

 

 

المزيد ضمن العدد 2757