من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•كان يمكن لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن يكون بشرى سارة لدولة إسرائيل. لكن ليس صدفة أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي لم تحظَ عاصمتها باعتراف المجتمع الدولي: لقد كان ولا يزال وضع القدس أحد الموضوعات الجوهرية المركزية المطروحة على مفاوضات الحل الدائم بين إسرائيل والفلسطينيين.
•وبهذا المعنى، فإن خرق الوضع الدائم (الستاتيكو) في مدينة من أكثر دول العالم حساسية، هو هدية مسمومة لمعسكر السلام الإسرائيلي والعربي. ومن الصعب فهم كيف يمكن أن تستقيم خطوة من هذا النوع مع تصريح ترامب بشأن سعيه للتوصل إلى سلام إقليمي، الأمر الذي فشل في تحقيقه الرؤساء الذين سبقوه في البيت الأبيض. لقد تفاخر ترامب بأنه لم يسِر وراء كلينتون، وبوش، وأوباما، الذين امتنعوا من القيام بأي تغيير في سياسة الولايات المتحدة حيال القدس. بيد أن رفض الإدارات الأميركية السابقة الاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل لم يكن مصدره عداء إسرائيل أو من تعاطف كبير مع المسلمين. بل نبَع من إصغاء هذه الإدارات إلى رؤساء مجلس الأمن القومي الأميركي، وإلى كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، الذين حذروا من أن تغيير السياسة حيال القدس سيعرقل عملية السلام.
•الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يمكن أن تستغله أطراف عربية متطرفة لا تفوت فرصة كي تعرض أن حل الدولتين وكأنه ضرب من الاحتيال، وتعرض زعيميْ مصر والأردن، وهما الدولتان الوحيدتان اللتان اعترفتا بإسرائيل، وكأنهما متعاونان مع عدو الإسلام.
•إن سرور زعماء اليمين والوسط في إسرائيل هو سرور قصير النظر. والمسّ بالوضع القائم (الستاتيكو) في القدس، مثل تشجيع مشروع المستوطنات، سيبعد إسرائيل عن الحل الوحيد الممكن، حل الدولتين، وسيزيد عزلتها في العالم. وويلٌ لدولة ستكون بحاجة إلى تأييد زعيم مثل زعيم الفيليبين رودريغو دوترتي [الذي أعلن استعداد بلاده الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل في وقت قريب].
•لو أن رئيس الحكومة زعيم مسؤول، لكان عليه ألاّ يدعو دولاً أُخرى إلى أن تحذو حذو الولايات المتحدة والفيليبين. ولكان من الأفضل له أن يدعو الرئيس ترامب إلى الدفع قُدماً بمفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين يجري في إطارها الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة فلسطين.