•لقد كان كلام نائبة وزير الخارجية تسيبي حوتوبيلي [راجع قسم الأخبار] عن يهود أميركا فظاً، لكنها لم تقل الحقيقة كلها بعد، وهي أكثر خطورة. الحقيقة ليست على الدوام هي الرصيد الأكثر أهمية عندما يجري الحديث بدبلوماسية ويستنجد بيهود أميركا.
•من يعرف من هم يهود أميركا؟ إنهم بالتأكيد يشعرون بأن امرأة يهودية إسرائيلية متديّنة فريسة سهلة يمكن المطالبة برأسها. هي ليست محمود أحمدي نجاد الذي يتوافدون إلى لقاء مؤثر معه في نيويورك، ولا محمد جواد ظريف الذي يقرؤون مقاله بشغف في "النيويورك تايمز". وهي بالتأكيد ليست ليندا صرصور [فلسطينية أميركية مسلمة وناشطة حقوقية رئيسة الجمعية العربية الأميركية في نيويورك] التي يفرش لها كل تنظيم طلابي يهودي السجاد الأحمر.
•لقد تحول جزء من المؤسسة النخبوية ليهود أميركا إلى مُجافين لإسرائيل خلال فترة ولاية الرئيس أوباما. يجب أن نعترف بأن الرئيس أوباما أظهر مؤهلات سياسية غير مألوفة من أجل كسر "الصوت اليهودي".
•خلال السنوات التي تلت غزو العراق بدأت حملة تحريض محكمة ضد يهود الولايات المتحدة بحجة أن مستشاريها ومفكريها هم الذين قادوا الولايات المتحدة بتشجيع من إسرائيل إلى الحرب في العراق. في نيسان/أبريل 2008، وخلال الحملة الانتخابية أنشئت منظمة "جي ستريت" التي بدت حينها تنظيماً عابراً لا يتمتع بتأييد شعبي في الشارع اليهودي. لكنها استطاعت أن تكتسب أهمية بتأثير من الشخصيات التي تقودها، والتي كانت على علاقة بالصندوق الجديد لإسرائيل [Fund New Israel منظمة يهودية أميركية هدفها الدفاع عن الديمقراطية وتدعو إلى التعايش بين العرب واليهود، وتعارض الاحتلال] كما ان قسماً منهم كانوا ينتمون إلى طاقم بيل كلينتون في ذلك الوقت.
•إذاً، حتى ذلك الوقت، كان هناك صوت موحد ليهود أميركا بشأن الموضوعات التي لها علاقة بإسرائيل أو موضوعات استراتيجية أميركية تتعلق بإسرائيل، ولكن ظهور "جي ستريت" كسر وحدة الصف. وكان هذا هو هدف الرئيس أوباما.
•عندما كان يهود أميركا يضغطون من أجل فرض عقوبات حادة على إيران، كانت جي ستريت تستقدم خبراءها وبينهم إسرائيليون، من المعارضين للعقوبات. وهذا ما جرى بشأن الاتفاق النووي، وبكل ما له علاقة بالتسوية مع الفلسطينيين.
•في الفترة الأخيرة نشبت أزمة لا أقل خطراً من الأزمة التي تسببت بها حوتوبيلي: ستيف بانون ظهر في ندوة أقامتها منظمة يهودية أميركية. إنه معاد للسامية. هكذا جزم متحذلقو اليسار، وبخاصة الناطقون بلسان "جي ستريت".
•يعيش يهود أميركا في مجتمع يتغير بسرعة، وهم مضطرون على الدوام إلى التفكير بمكانهم فيه. وعندما ينزلق الحزب الديمقراطي نحو اليسار، ويصبح السود راديكاليين أكثر فأكثر، تتحول إسرائيل إلى عبء فائض بالنسبة إلى طلبة الجامعات الذين يقفون إلى جانب ليندا صرصور ومنظمة "حياة السود مهمة" (Black lives Matter) [منظمة تدافع عن حقوق السود تعتبر إسرائيل دولة أبرتهايد وتؤيد حركة الـBDS]. لهذا السبب نُستقبل بصيحات الاستهجان في جامعة برنستون.
•من المحتمل أن نائبة وزير الخارجية تسيبي حوتوبيلي قد تحولت إلى عبء فائض بالنسبة إلى الحكومة. لكن هذا لا يغير من المشكلة الصعبة ليهود أميركا. ومن الأفضل لدولة إسرائيل أن تركز على جزء من يهود أميركا الذين ما يزالون موالين لها بدلاً من الدخول في مواجهة مع يهود "النيويورك تايمز".