إسرائيل تستخدم اتفاق فصل القوات في الجولان لإبعاد إيران عن الحدود
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

– الموقع الإلكتروني
المؤلف

•إطلاق النار التحذيري الذي قام به الجيش الإسرائيلي (يوم الأحد) وأول من أمس على الأراضي السورية، هو إشارة تمررها إسرائيل فيما يتعلق بخطوطها الحمراء في هضبة الجولان. كان هذا هو اليوم الثاني على التوالي الذي تقوم فيه دبابة إسرائيلية بإطلاق قذائف تحذير في اتجاه قوة سورية تبني موقعاً من المفترض أنه يدافع عن قرية حضر الدرزية ضد جبهة النصرة التي كانت تهددها.

•على ما يبدو للجيش الإسرائيلي، إن قوة الجيش السوري التي تقيم تحصينات إلى الغرب من قرية حضر لها هدف محدد هو الدفاع عن الدروز من سكان القرية. قبل أقل من أسبوع حاول عناصر جبهة النصرة الذين هم على صلة بالقاعدة، احتلال القرية من هذا الاتجاه. وتمكنوا من إدخال سيارة مفخخة إلى القرية وقاموا بتفجيرها مما أدى إلى مقتل 9 دروز سوريين. 

•إن الهدف من الموقع الذي يقيمه الجيش السوري الآن هو قطع الطريق على مثل هذا الهجوم. ويُذكر أن إسرائيل أعلنت أنها هي أيضاً عند الحاجة ستدافع عن الدروز السوريين من سكان حضر، بسبب الحلف بين دولة إسرائيل ومواطنيها من الدروز. لماذا والحال كذلك تعوق إسرائيل دفاع الجيش السوري عن الدروز هناك، وحتى تمنع القوة السورية من القيام بذلك؟

•الجواب هو أن السوريين يبنون هذا الموقع المحصن الجديد داخل منطقة الفصل الواقعة بين خطوط الفصل بين القوات السورية والإسرائيلية في هضبة الجولان. وبحسب اتفاق الفصل العائد إلى سنة 1974 الذي جرى التوصل إليه بعد حرب يوم الغفران [حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973]، فإنه ممنوع على الجيش السوري إقامة مواقع والانتشار في هذه المنطقة. ولهذا السبب، على سبيل المثال، عندما أقام الجيش السوري موقعاً بالقرب من الطرف الشرقي لقرية حضر، لم تقل إسرائيل شيئاً، لأن هذا الموقع لا يقع داخل منطقة الفصل، بل داخل أراضي سورية.

•يقيم السوريون المواقع الجديدة داخل منطقة الفصل. لهذا تطلق إسرائيل النار على الرغم من أن هذا الموقع يخدم أمن سكان القرية الذين أعلنت إسرائيل رسمياً  استعدادها للدفاع عنهم. وهذا أمر مناف للعقل، وهو إحدى الخصائص التي تطبع الجبهة الشرق أوسطية. والسبب الذي يجعل هذا الأمر منافياً للعقل هو أن إسرائيل، أكثر من أي وقت مضى، ليست مستعدة لأي خرق ولو كان بسيطاً لاتفاقات فصل القوات العائد إلى ما قبل 43 عاماً.

•ومن بين الاتفاقات المعقودة بين إسرائيل والدول العربية، فهذا هو أقدم اتفاق ما يزال الطرفان يحترمانه. لكنه الآن أكثر أهمية بكثير مما كان عليه خلال العشرين عاماً الماضية. والسبب هو أن الإيرانيين وحزب الله يريدون إدخال عناصرهم، بصورة أساسية ميليشيات مسلحة، إلى هضبة الجولان السورية في المنطقة القريبة من خط فصل القوات مع إسرائيل. لقد أعلنت إسرائيل أنها لن تسمح بذلك. ويعطيها اتفاق الفصل الأساس القانوني الدولي الذي يمكنها الاستناد إليه.

•تشمل اتفاقات الفصل ليس فقط منطقة عازلة مساحتها بضعة كيلومترات. بل توجد على جانبي المنطقة العازلة قطاعات فيها  قوات عسكرية قليلة سواء تابعة للجيش الإسرائيلي أو للجيش السوري، ويُمنع وجود قوات مسلحة بما يتجاوز أعداداً محددة. في المنطقة العازلة ممنوع منعاً باتاً الاحتفاظ بقوات عسكرية، ولهذا لا توجد بين خطوط الفصل أية قوة سورية أو إسرائيلية، ويوجد حالياً متمردون فقط.

•على طرفي منطقة الفصل في القطاعات القليلة الوجود العسكري، يسمح للجيش الإسرائيلي بالاحتفاظ بـ75 دبابة ونحو 6000 عسكري. وما وراء القطاع الأول القليل القوات، يوجد قطاع ثان يُسمح فيه لكل طرف بالاحتفاظ بـ450 دبابة، لكن على بعد أكثر من 20 كيلومتراً من خط الفصل من كل جانب.

•ماذا يعني كل هذا عملياً؟ إذا حاول الإيرانيون إدخال قوات تابعة لهم، مثل حزب الله أو ميليشيات شيعية وحتى الحرس الثوري، إلى مسافة تقل عن 20 كيلومتراً من خط الحدود مع إسرائيل، فإن هذا سيشكل خرقاً لاتفاق فصل القوات الذي تراقبه الأمم المتحدة. وسيفهم الروس والأميركيون أيضاً ذلك فوراً، وكذلك الأمم المتحدة التي تقوم قواتها من "الأندوف" بمراقبة تطبيق اتفاق الفصل بين القوات.   

 

•لهذا السبب توضح إسرائيل، أنه على الرغم من أن الأمر يتعارض بعض الشيء مع مصالحها المباشرة، فإنها لن تسمح للنظام السوري بالدفاع عن حضر وبأن يكون الثمن خرق اتفاق الفصل بين القوات. وحالياً، في مواجهة إيران وحزب الله، يشكل هذا الاتفاق أداة ردع قانونية مهمة.