قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما اعتبر إيران حلاً للمشاكل في منطقة الشرق الأوسط في حين أن الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب وإسرائيل والعديد من الدول العربية بما في ذلك لبنان ورئيس حكومته المستقيل سعد الحريري يعتبرون هذه الدولة مشكلة.
وأضاف نتنياهو في مقابلة أجرتها معه هيئة الإذاعة البريطانية "بي. بي. سي" أمس (الأحد) في مناسبة اختتام زيارته الرسمية إلى بريطانيا [التي شارك خلالها في مراسم إحياء الذكرى المئوية لصدور إعلان وعد بلفور]، أن على الأسرة الدولية أن تتصدّى لإيران وأذرعها وأن تحول دون تعزيز تموضعها في الشرق الأوسط من طريق سورية ولبنان.
وأشار نتنياهو إلى أن لدى حكومته مخاوف من أن تكون إيران تسعى لاستغلال علاقتها مع النظام السوري من أجل السماح لغواصاتها بأن ترسو في الموانئ السورية. وأشاد بالرئيس الأميركي لفهمه طبيعة تهديد إيران للمنطقة، وقال إنه يأمل في استمرار العلاقات الوثيقة بين بريطانيا وإسرائيل حتى في حال أصبح رئيس حزب العمال جيرمي كوربين رئيساً للحكومة.
من ناحية أخرى رجح نتنياهو أن يتم حل المشاكل الخلافية بين إسرائيل والفلسطينيين ولا سيما في كل ما يتعلق بمسألة المستوطنات في المناطق [المحتلة] بمجرد اعترافهم بإسرائيل كدولة يهودية.
وأكد نتنياهو أنه يرفض حل الدولة الواحدة، لكنه في الوقت عينه تجنب دعم إقامة دولة فلسطينية بصورة مباشرة.
ورداً على سؤال حول موت حل الدولتين، قال رئيس الحكومة: "لا أريد حل الدولة الواحدة، وأنا لا أتردد في قول ذلك، لكن أريد أن أضمن أن ما سيأتي بعد ذلك هو أمر لن يُهدّد حياتنا. إن طبيعة الدولة الثانية [الفلسطينية] يؤثر علينا كثيراً، فهل ستكون كوستاريكا أم كوريا الشمالية؟ هي ستكون إيران أخرى مصغرة أم لوكسمبورغ؟".
وأضاف أن داعمي حل الدولتين لا يحددون القصد من هذا المصطلح. كما أشار إلى أن الدولة الثانية في حال لم تكن منزوعة السلاح وفي حال عدم اعترافها بإسرائيل كدولة يهودية، الأمر الذي ما يزال الفلسطينيون يرفضون القيام به، ستصبح مجرّد منصة لاستمرار الحرب ضد الدولة اليهودية الوحيدة. وشدّد على أنه لهذه الأسباب يعتقد أن علينا أن نكون محددين أكثر والقول إن ما نريده هو الإعتراف أخيراً بالدولة اليهودية.
وأكد نتنياهو أن المستوطنات مسألة جانبية في النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، وأن المسألة المركزية هي رفض الفلسطينيين قبول وجود دولة يهودية ضمن أي حدود.
ورداً على سؤال حول دعمه لقيام دولة فلسطينية أم أنه يتعيّن على الفلسطينيين الاكتفاء بشكل من أشكال الحكم الذاتي داخل إسرائيل الكبرى، قال نتنياهو: "أعتقد أنه يجب أن تكون لديهم القدرة على حكم أنفسهم من دون القدرة على تهديدنا".
وكان نتنياهو دعا الأسرة الدولية إلى رص الصفوف ومواجهة العدوان الإيراني في إثر استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري.
وقال نتنياهو في بيان نشره على موقعه الخاص في شبكة التواصل الاجتماعي "فايسبوك" الليلة قبل الماضية، إن استقالة الحريري هي بمثابة دعوة إلى الأسرة الدولية لأن تستيقظ للتصدي للعدوان الإيراني الذي يحاول أن يجعل سورية لبنان الثاني. وأكد أن هذا العدوان يشكل خطراً ليس على إسرائيل فحسب بل أيضاً على الشرق الأوسط برمته.
ووصف وزير المواصلات وشؤون الاستخبارات الإسرائيلي يسرائيل كاتس [الليكود] استقالة الحريري بأنها نقطة تحول، وأكد أنه حان الوقت لممارسة الضغوط على منظمة حزب الله وعزلها حتى إضعافها وتجريدها من سلاحها.