افتتاحية: نتنياهو أصعب من عباس
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

•اعتمد اليمين الإسرائيلي على الاستقامة غير الصائبة سياسياً لدونالد ترامب من أجل كشف الرفض السياسي الفلسطيني. لكن على ما يبدو الذي انكشف رفضه هو بنيامين نتنياهو بالذات، الذي قال عنه دونالد ترامب هذا الأسبوع  للأمين العام للأمم المتحدة إنه أصعب من عباس بشأن كل ما يتعلق بجهود الدفع قدماً بالسلام.

•في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي انعقدت الشهر الماضي، توجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بحماسة إلى الفلسطينيين وناشدهم توحيد صفوفهم وعدم تضييع الفرصة. وقال للإسرائيليين: "التجربة المصرية تجربة رائعة وهائلة في ما يتعلق بالسلام معكم، ونحن نستطيع تكرار هذه العملية الرائعة". دعوة السيسي إلى وحدة فلسطينية ليست من باب رفع العتب، بل هو قال هذا الكلام بعد عودة وفد كبير من "حماس" من زيارة إلى القاهرة، أعقبتها زيارة قام بها ممثلو حكومة السلطة الفلسطينية إلى غزة، وبدء الطرفين محادثات مصالحة ستستمر في الأسبوع المقبل في القاهرة.

•يصر الرئيس السيسي منذ فترة على تحريك عملية السلام من جديد. لكن يبدو كما، اكتشف ترامب، أنه لا يوجد في الجانب الإسرائيلي شريك جدي. في العام الماضي عقد السيسي  مع نتنياهو ومع رئيس المعارضة يتسحاق هيرتسوغ اجتماعات سرية، أجرى بعدها الاثنان الأخيران اتصالات لإقامة حكومة وحدة وطنية [إسرائيلية]. ويذكر الجميع كيف انتهت هذه "الاتصالات": بتحول نتنياهو بحدة نحو اليمين وتعيين أفيغدور ليبرمان وزيراً للدفاع. 

•في ضوء الجدية التي يظهرها السيسي، والثمار الأولية التي أثمرتها جهوده، يبدو الرد الإسرائيلي مخجلاً. "لسنا مستعدين للقبول بمصالحات وهمية" قال نتنياهو باستخفاف عن الاجتماع، كما لو أن إسرائيل لا تستخدم الانقسام الفلسطيني لتقويض شرعية عباس. من بعدها عدّد نتنياهو قائمة شروط تحقيقها هو فقط ما يرضيه. ودعا وزير التعليم نفتالي بينت إلى وقف تحويل أموال إلى السلطة الفلسطينية.

•بينما يتعاون الفلسطينيون مع مصر في عملية المصالحة، التي إذا نجحت ستكون لها نتائج كبيرة على مستقبل غزة حيث شروط العيش أصبحت غير صالحة تقريباً لحياة الإنسان، وأيضاً نتائج على مستقبل الزعامة الفلسطينية، وستساهم في استئناف العملية السياسية، تواصل حكومة إسرائيل رفضها إعطاء فرصة حقيقية للتغيير.