فرض الجيش الإسرائيلي أمس (الثلاثاء) طوقاً أمنياً على بلدة بيت سوريك في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] بعد أن قام أحد سكانها بقتل جندي وحارسين إسرائيليين بالرصاص في وقت سابق من يوم أمس في مستوطنة هار أدار المجاورة للبلدة.
وأعلن الجيش أنه يمكن لسكان البلدة الدخول إليها لكن لن يسمح لهم بالمغادرة سوى في حالات إنسانية فقط.
واعتقلت قوات من الجيش بعد ظهر أمس شقيقي منفذ العملية ووالده للاشتباه فيهم بمد يد العون له.
وقام رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الجنرال غادي أيزنكوت مساء أمس بتفقد مكان العملية واستمع إلى تفاصيل حولها.
وبعد العملية أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن إسرائيل سوف تهدم منزل منفذها وتسحب تصاريح العمل من أقربائه.
وأضاف نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية أمس، أن هذه العملية الإرهابية تأتي أيضاً نتيجة التحريض الممنهج الذي تمارسه السلطة الفلسطينية وجهات فلسطينية أخرى، وأشار إلى أنه يتوقع من رئيس السلطة محمود عباس أن يدينها وألا يحاول تبريرها.
وقال جهاز الأمن العام الإسرائيلي ["الشاباك"] في بيان صادر عنه إن منفذ العملية هو نمر محمود أحمد جمل (37 عاماً) من بلدة بيت سوريك بالقرب من القدس وكان لديه تصريح للعمل في مستوطنة هار أدار وعمل هناك لعدة سنوات.
وأضاف بيان "الشاباك" أن جمل سحب مسدساً كان يخبئه في قميصه وأطلق النار على مجموعة من عناصر الأمن تشمل جنود حرس الحدود وحراساً خاصين كانوا يفتحون بوابة المستوطنة الخلفية من أجل دخول العمال الفلسطينيين إليها، مما أسفر عن مقتل جندي من حرس الحدود وحارسين إسرائيليين وإصابة حارس ثالث بجروح متوسطة. وأوضح البيان أن جمل قُتل بنيران قوات الأمن الإسرائيلية.
وتوالت طوال يوم أمس ردود الفعل الإسرائيلية على هذه العملية.
ودعا وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان [رئيس "إسرائيل بيتنا"] إلى فرض أحكام الإعدام على إرهابيين ارتكبوا اعتداءات دموية بحق إسرائيليين. وأضاف أن إسرائيل ستواصل العمل بحزم ضد الإرهاب وستستمر في ملاحقة الإرهابيين ومرسليهم في أي زمان أو مكان مثلما يحدث كل ليلة.
وقال وزير الدفاع إن السلطة الفلسطينية تواصل تمجيد قتلة الإسرائيليين، وأكد أنه لا فرق بين الإرهاب الفلسطيني المدعوم من طرف المؤسسات والإرهاب الإسلامي المتطرف الذي يستهدف أوروبا.
وشدد ليبرمان على أنه قبل الحديث عن أي تفاوض مع الجانب الفلسطيني يجب على الأسرة الدولية أن تطالب السلطة الفلسطينية بوقف التحريض والكف عن تغذية الإرهاب.
وقالت نائبة وزير الخارجية تسيبي حوتوفيلي [الليكود] إن العملية تُعتبر استقبالاً فلسطينياً للمبعوث الأميركي لعملية السلام جيسون غرينبلات الذي بدأ أمس زيارة في إسرائيل ومناطق السلطة الفلسطينية. وأضافت أنه يتعيّن على الأميركيين أن يركزوا أولاً على وقف الإرهاب الفلسطيني الفتاك، وأكدت أنه لا جدوى من التفاوض مع من يغذي الإرهاب ويمول عائلات المخربين.
وذكر وزير الأمن الداخلي غلعاد إردان [الليكود] أنه لم يكن هناك أي إنذار مسبق محدد حول هذه العملية. وأضاف أنه يجب إعادة النظر في تصاريح العمل الممنوحة للفلسطينيين. وأكد أن هذه العملية تثبت أن النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني ليس نزاعاً على أرض وإنما هو نزاع ديني ناجم عن تحريض الإسلام المتطرف ضد كل من يتبع القيم التي تنادي إسرائيل بها.
وشدد رئيس "المعسكر الصهيوني" آفي غباي على ضرورة العمل بيد من حديد ضد الإرهابيين.
وأضاف غباي أن مستوطنة هار أدار عكست على مر السنين تعايشاً بين اليهود والعرب وأن هذه العملية الإرهابية مست إلى حد كبير الثقة بين الإسرائيليين والفلسطينيين القاطنين في هذه المنطقة.
في المقابل أشادت حركة "حماس" بالعملية، وأكدت أنها تدل على أن انتفاضة القدس مستمرة حتى وإن خف بريقها بين الحين والآخر.