كردستان: لحظة الذروة في النضال من أجل الاستقلال
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

•56 عاماً مرّت منذ بدء المعركة المستمرة من أجل استقلال كردستان في العراق، معركة ستصل إلى ذروتها اليوم مع قيام الشعب الكردي باستفتاء مصيري بشأن مستقبله. ومثل كل خطوة سياسية في منطقتنا، من المتوقع أيضاً أن يكون لهذا الاستفتاء انعكاسات واسعة من شأنها أن تؤثر أيضاً على إسرائيل. 

•عندما نحلل علاقة إسرائيل بالإقليم الكردي في العراق (كردستان الجنوبية أو حكومة إقليم كردستان)، يجب أن نميز بين العلاقات العلنية والعلاقات السرية. على الصعيد العام يبدو أن هذه العلاقات غير موجودة البتة، على الرغم من أنه من حين إلى آخر تصرح جهات رسمية في إسرائيل عن تعاطفها مع الأكراد ودعمها لقيام دولة كردية، وهي تصريحات قوبلت بصمت مطلق من جانب جهات رسمية كردية. على المستوى الثاني، ومن وراء الكواليس، هناك نشاط ليس قليلاً بين إسرائيل والأكراد سواء على الصعيد الأمني، أم على الصعيد الثقافي أو الاقتصادي، وفي إطاره نشرت تقارير عن شراء إسرائيل نفطاً كردياً وبذلك ساعدت كردستان على مواجهة الأزمة الاقتصادية الخطيرة التي عانت منها في السنوات الأخيرة.

•حالياً إسرائيل هي من بين الدول القليلة التي أعلنت من خلال العديد من كبار مسؤوليها، ومن ضمنهم رئيس الحكومة نتنياهو، دعمها لاستقلال كردستان. ومؤخراً فقط، أعلن رئيس الحكومة في لقاء مع أعضاء في الكونغرس الأميركي موقفه المؤيد للأكراد من خلال قوله "إنهم أشخاص شجعان يؤيدون الغرب ويشاركوننا قيمنا". وبخلاف دول أخرى تبنت موقفاً ملتبساً من الموضوع، تواصل إسرائيل إظهار موقف قوي من شأنه أن يؤثر على موقف واشنطن من هذه الخطوة.

•تعرف قيادة الشعب الكردي جيداً أن تأييد العالم ضروري لقيام مثل هذه الدولة، لذا أرسلت موفدين عنها لإقناع زعماء الدول بالاعتراف باستقلالهم لدى إعلانه. ومن الممكن الافتراض بقدر كبير من الثقة أن إسرائيل ستكون من بين أوائل الدول التي ستعترف بالدولة الكردية، كما فعلت عندما اعترفت بجنوب السودان سنة 2011 بعد مرور يوم واحد فقط من إعلان استقلاله. إن المقارنة بين كردستان وجنوب السودان مطروحة بسبب تشكيلة متنوعة من خطوط التشابه في الحالين، ومن هنا فإن الاستفتاء يمكن أن يستخدم وسيلة لفحص توجه المجتمع الدولي حيال الأكراد، وما إذا كان منصفاً وعادلاً أم أنه يعاني الانحياز وازدواجية المعايير.

•في جميع الأحوال، ستكون لنتائج الاستفتاء الكردي انعكاسات بعيدة المدى على الشرق الأوسط. ويحذر المعارضون للدولة الكردية من أن مثل هذه الخطوة ستؤدي إلى كارثة وستجر الأكراد إلى حرب أهلية مع العراق، وستزعزع الاستقرار في المنطقة. وفي المقابل، هناك من يدعي أن قيام دولة كردية سيساهم تحديداً في المحافظة على استقرار الشرق الأوسط، وسيؤدي إلى إنهاء دوامة الدم المستمرة بين أربيل وبغداد منذ مئة عام. بالإضافة إلى ذلك، فإن نشوء دولة كردية مؤيدة للغرب، وأكثر تسامحاً وديمقراطية من جاراتها، وأقل توجهاً نحو الإسلام السياسي، يمكن أن يكون عنصر استقرار في المنطقة، وهذا تحديداً ما يخيف الدول المجاورة.

 

•إن وقوف إسرائيل واليهود إلى جانب التطلعات الكردية أساسه الارتباط التاريخي القائم بين اليهود والأكراد، واعتبارات جيو - استراتيجية، ودوافع أخلاقية وضميرية. ويمكن افتراض أن هذه العوامل ستظل تستخدم كأساس للعلاقات عندما تنشأ الدولة.