بدران جابر يشكل خطراً على أمن المنطقة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•بدران جابر(71 عاماً) يشكل خطراً على أمن المنطقة. نشكر الله أن لدينا الشاباك، الذي أرسل جنوده ليل 9 آب/أغسطس، لاقتحام منزله، ووضع أحفاده السبعة المرعوبين (من عمر العامين وحتى العشرة أعوام) في غرفة منفصلة عن الكبار، واعتقله. يبدو أن جابر، أستاذ التاريخ المتقاعد، هو خطر إلى درجة أنه ممنوع له ولنا معرفة ما هي تهمته.

•في 13 آب/أغسطس صدر أمر بالاعتقال الإداري ضده لمدة 4 أشهر، والأجهزة العسكرية تقوم بتمديد أمر الاعتقال مراراً وتكراراً. وبذلك ينضم جابر إلى حوالي 450 فلسطينياً معتقلين اليوم من دون محاكمة. في 16 آب/أغسطس، جرى همس المعلومات السرية في أذن القاضي العسكري الرائد رفائيل يميني الذي وافق على اعتقاله، من دون محاكمة. من دون إثباتات، وشهادات، ولائحة اتهام ومن دون الحق في الاستئناف ضدها. هل يوجد قاض إسرائيلي، عسكري أو مدني، يشكك في كلام الشاباك؟

•دعوني أكشف لكم سراً: جابر ضد الاحتلال الإسرائيلي. كما ذكر أولاده السبعة وزوجته. وعندما نسأله عن موقفه فهو لايخفيه. توجد صور له قبل بضعة سنوات يتظاهر إلى جانب فلسطينيين وإسرائيليين في الخليل ضد توسيع المدينة من قبل أحد المستوطنين الأكثر عنفاً. قالت لي ابنته بيسان إنه "فخور جداً بالعلاقة مع نشطاء اليسار في إسرائيل"، وقد تطرقت إلى صلاته بحركة "ترابط" [حركة عربية- يهودية للتغيير الاجتماعي والسياسي]، واللقاءات المشتركة في الخليل بين يسار فلسطيني ويسار إسرائيلي حقيقي، اشتراكي ومعاد للاستعمار. عندما مُنعت هي وشقيقها من السفر إلى الخارج، قيل لها أن هذا سببه والدها. إسرائيل القوة العظمى العسكرية والديمقراطية تتضايق من كلماته وآرائه. وتبعث برسالة: اكتموا أفكاركم وكلماتكم, اسكتوا.

•مقيداً بالسلاسل سيدخل جابر مرة جديدة غداً إلى قاعة المحكمة العسكرية في معسكر عوفرا، حاملاً بيده كيساً مليئاً بالأدوية. فالاحتلال العسكري ليس وصفة للشفاء، وكذلك فترات الاعتقال السابقة. منذ 1972 وحتى 2006 أمضى بدران  12 عاماً في السجن: في اعتقال إداري، واعتقال من أجل التحقيق، والسجن بعد إدانته بنشاط سياسي في الجبهة الشعبية. وقد حكم عليه في كل مرة بالسجن ما بين شهرين إلى ثلاثة أشهر و27 شهراً كحد أقصى. غداً سيتقرر ما إذا كان مؤهلاً للسجن، كما قرر حتى الآن طبيب مصلحة السجون مجهول الهوية، أو أنه غير مؤهل كما سيثبت ذلك محاميه محمود حسن من جمعية "الضمير".

•سيحتفظ جابر بكيس الأدوية، لأنه لا يعرف كم سيبقى مسجوناً في قفص الانتظار قبل دخوله إلى مقطورة المحكمة. لدى أول تمديد لاعتقاله في 10 آب/أغسطس، الذي كان أحد أكثر الأيام حرارة في هذه السنة، بقي منتظراً من الساعة 8.30 صباحاً وحتى الساعة الخامسة بعد الظهر. وهذا نوع من التعذيب حتى بالنسبة إلى شخص معافى، فكيف بالنسبة إلى شخص يعاني من السكرّي، ومن ارتفاع في ضغط الدم، وخضع  إلى عملية قلب مفتوح، ويتناول أدوية مضادة لسرطان البروستات.

•ابنته بيسان (26 عاماً) محامية. في اليوم الذي سبق اعتقاله، رافقها الوالد الفخور إلى مكتبها الجديد. قبل 13 عاماً، وبعد معاناة يوم كامل في قفص في انتظار المحاكمة، قال لها، لصغرى بناته: "في المرة المقبلة أريد أن تكوني أنت محاميتي". وهي بالفعل حضرت تمديد الاعتقال قبل إصدار أمر الاعتقال الإداري. 

•عندما اجتمعت بيسان بوالدها أخبرته أنها وخطيبها ينويان تأجيل موعد زفافهما المقرر في 18 آب/أغسطس إلى حين تحريره من السجن. قال لها "لا على الإطلاق. سأغضب كثيراً إذا أجلتم العرس، وإذا سمحتم لذلك بعرقلة مخططاتكم. سنناضل كل حياتنا كي نستطيع أن نعيش".

تحتجب النشرة عن الصدور يومي الخميس والجمعة 31 آب/أغسطس و 1 أيلول/سبتمبر 2017 بمناسبة عيد الأضحى المبارك.