إسرائيل لا تمتلك رافعات قوية لمواجهة اتساع نفوذ إيران في الأراضي السورية
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

•تعكس الزيارة التي سيقوم بها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى روسيا اليوم (الأربعاء) تغييراً سيئاً وتهديداً أمنياً جوهرياً. فالحرب الأهلية الدائرة في سورية على وشك الانتهاء، وبدأت تلوح مؤشرات قوية إلى أن الائتلاف الذي يضم نظام الرئيس بشار الأسد وحزب الله وإيران وروسيا سيكون الطرف المنتصر فيها. 

•لو كان هذا الانتصار سيؤدي فقط إلى استقرار نظام الأسد لما كان ثمة مشكلة بالنسبة إلى إسرائيل، بيد أن المشكلة كامنة في أن إيران تطالب بالحصول على مقابل للجهود الكبيرة التي بذلتها في هذه الحرب، وهي ترغب بأن تكرس واقعاً جديداً في سورية شبيهاً بالواقع القائم في لبنان حيث تسيطر هي عليه بصورة فعلية نظراً إلى أن حزب الله خاضع لسيادتها ويعتبر القوة العسكرية المهمة الوحيدة في هذا البلد.

•بشكل عيني يريد الإيرانيون أن يقيموا في سورية "حزب الله 2" يكون عبارة عن قوة من الميليشيات الشيعية المنتشرة في هضبة الجولان على طول منطقة الحدود مع إسرائيل، وتكون خاضعة لأوامر طهران. وفي حال حدوث أمر كهذا، فمن المتوقع أن تجرّ أي مواجهة مع حزب الله في المستقبل إلى مواجهة أوسع تشمل الجبهة السورية. فضلاً عن ذلك، فإن الأسد الضعيف والممتن لإيران سيكون ملزماً بتقديم المساعدة. وبالتالي، فإن أي مواجهة ستندلع بين إسرائيل وحزب الله يمكن أن تؤدي بسرعة إلى اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وسورية أيضاً.

•لا شك في أن الرافعات التي بحيازة إسرائيل ضد هذا التطور الخطر محدودة للغاية، فالدول تعمل وفقاً لمصالحها، ولن يسعفنا أي شيء عندما نفسّر للإدارة الأميركية أو للرئيس الروسي مبلغ خطورة التوسع الإيراني في الأراضي السورية. كما أنه لن يسعفنا أن نشرح لبوتين أو للدول السنية ولا سيما السعودية وتركيا والأردن أن تعزّز الوجود الإيراني في هذه الأراضي يهدّد مصالحها في المدى البعيد، ناهيك عن أن هذه الدول الأخيرة ضعيفة ولا تمتلك أي تأثير على مجرى الأحداث في المنطقة.

•ومن أجل كبح مثل هذا التطور الخطر [اتساع الوجود الإيراني في الأراضي السورية]، يتعين على إسرائيل القيام بأربعة أمور: الأول، إقناع الولايات المتحدة بتنفيذ "صفقة رزمة" مع بوتين تكون واشنطن بموجبها مستعدة لرفع العقوبات المفروضة على موسكو والاعتراف بوجودها في شرق أوكرانيا في مقابل قيام روسيا بمنع استمرار الوجود الإيراني في سورية. 

•الأمر الثاني، أن توضح إسرائيل لروسيا على نحو صارم أنها ستعمل بطرق عسكرية لمنع بناء قوة عسكرية إيرانية بالقرب من منطقة الحدود في الجولان. وقد نجحت إسرائيل وروسيا خلال السنوات الأخيرة في التوصل إلى تفاهمات هادئة أتاحت على ما يبدو إمكان قيام سلاح الجو الإسرائيلي بشن هجمات في الأراضي السورية من خلال غض روسيا النظر عنها. 

•الأمر الثالث، أن تكرّر إسرائيل الشرح لأصدقائها وبواسطتهم لأعدائها أيضاً، أنه في حال مبادرة حزب الله إلى شن حرب عليها فستكون حرباً شاملة بينها وبين دولة لبنان كلها. ومن شأن إيصال رسالة صارمة كهذه أن تكون عامل ردع لحزب الله نظراً إلى أنه ما من أحد معنيّ بدمار لبنان عن بكرة أبيه.

•الأمر الرابع، أن تستغل إسرائيل الكراهية التي يكنها سكان هضبة الجولان السوريون لإيران وحزب الله من أجل تعزيز علاقاتها السرية مع هؤلاء السكان بما يتجاوز تقديم المساعدات الطبية والإنسانية لهم، وبما يسفر عن إقامة حليف حقيقي لها بالقرب من منطقة الحدود في الجولان.

•إجمالاً لا بُد من القول إن ثمة خطراً في الأفق ينذر بحدوث تحول استراتيجي نحو الأسوأ في أوضاع إسرائيل في الجبهة الشمالية لأول مرة منذ سنوات طويلة، ويجب تخصيص كل الجهود لدرء مثل هذا التحوّل.