الأذرع الطويلة لإيران وصلت إلى مناطق السلطة الفلسطينية والشارع العربي في إسرائيل
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

•لا حاجة إلى أن يكون المرء مسؤولاً كبيراً في شعبة الاستخبارات العسكرية ["أمان"] ويقرأ آخر التقارير الاستخباراتية كي يفهم أن الأذرع الطويلة لإيران والحرس الثوري وصلت أخيراً إلى مناطق السلطة الفلسطينية والشارع العربي في إسرائيل.

•كل من لم يرغب بأن يرى الإيرانيين في منطقة الحدود مع سورية في هضبة الجولان، يمكنه أن يشعر بهم جيداً هذه الأيام في القدس وفي مناطق يهودا والسامرة [الضفة الغربية]. ولمسنا الأدلة التي تثبت ذلك في أحداث جبل الهيكل [الحرم القدسي] الأخيرة وفي مراسم دفن منفذي العملية المسلحة بالقرب من المسجد الأقصى التي أقيمت في أم الفحم [المثلث] حيث سمعت في كل هذه الأحداث المرة تلو الأخرى اقتباسات عن آية الله علي خامنئي فحواها "فلسطين ستُحرّر بعون الله والقدس لنا".

•إن نشاط الإيرانيين يتم أساساً عبر شبكة الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي التي تنجح إيران من خلالها في تجنيد الكثير من الأشخاص. وهؤلاء يسيرون كأسرى وراء من يعرف كيف يتحدث إلى قلوبهم ويلمس المشاعر الأكثر رقة لعشرات آلاف الشبان الفلسطينيين في المناطق [المحتلة] ومن العرب في إسرائيل، ممن فقدوا الأمل وبات من السهل تجنيدهم في الصراع المتواصل ضد الاحتلال الإسرائيلي.

• وحتى بحسب تقارير ظهرت في وسائل الإعلام الفلسطينية، فإن رزم الغذاء والشراب التي وزعت بسخاء وبمبالغ تصل إلى ملايين الشيكلات أثناء أحداث الحرم الأخيرة، كانت بتمويل إيراني كامل، مما  يدل على أنه يوجد هنا جهاز ناجع يتلقى من إيران الكثير من المال ويعرف كيف يوجهه وفقاً للتعليمات التي تأتي من طهران. ولا يبدو هذا مفاجئاً، فالإيرانيون فهموا أن  السبيل الأكثر نجاحاً للصراع ضد إسرائيل والمساس بالعلاقات التي يتم نسجها بين إسرائيل والسعودية ومصر ودول الخليج كتحالف مناهض لإيران الشيعية، هو جعل النزاع الاسرائيلي - الفلسطيني حرباً دينية على الحرم وعلى شرف وقدسية المسجد الأقصى وإنقاذه من أيدي الصهاينة الذين يعتزمون هدمه. وطريقة عمل ذلك تكمن في تجنيد الجماهير وإخراجها إلى الشوارع في ظل اضطرابات وانعدام أمن في وسط الجمهور اليهودي. وبطبيعة الحال، فإن تحويل هذا الصراع إلى صراع ديني يجعل كل من لا ينضم إليه متعاوناً مع الاحتلال الصهيوني وكافراً بالإسلام.

•يبدو أن الإيرانيين لا يترددون في استخدام أي وسيلة، وهم لن يفوتوا أي فرصة لإشعال النار وإخراج الجماهير إلى شوارع القدس بغية زعزعة الأمن. وفي الوقت نفسه فإنهم يحرّضون الجماهير في كل البلدان الإسلامية للانضمام الى الكفاح من أجل إنقاذ الأقصى.

•لا بُد من القول إن السلطة الفلسطينية واعية لهذا التطور ومثلها أيضاً أجهزة الأمن الإسرائيلية. ويمكن افتراض أن الجانبين يقومان بإجراء دراسة معمقة لإعطاء جواب ملائم. 

•بموازاة ذلك، فإن إيران هي عملياً الرابح الأساسي من الحرب الأهلية الدائرة في سورية، حيث باتت تسيطر الآن على أكثر من 60% من أراضي هذه الدولة الممزقة من خلال الحرس الثوري وحزب الله وميلشيات شيعية متعدّدة. ووفقاً لتقارير جديدة، بدأت إيران أخيراً بالاستخدام السري لمطار يقع في السين في جنوب سورية في منطقة التنف قرب مثلث الحدود بين العراق وسورية والأردن، ووجهتها هي نحو هضبة الجولان.

 

•إن التهديد الإيراني على إسرائيل لا يكمن فقط في برنامجها النووي ودعمها المكثف لحزب الله و"حماس"، فالتهديد الجديد يكمن في الأجواء المناهضة لإسرائيل والصهيونية في العالم الإسلامي على خلفية أوضاع المسجد الأقصى وأزمة جبل الهيكل. ويشكل تحريض ملايين المسلمين في العالم ضد إسرائيل تهديداً لا يقل حجماً عن القنبلة النووية.