قسم التحقيقات مع أفراد الشرطة يوصي بعدم تقديم لائحة اتهام ضد شرطيين ضالعين في قتل يعقوب أبو القيعان خلال أحداث أم الحيران
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

أوصى قسم التحقيقات مع أفراد الشرطة التابع لوزارة العدل الإسرائيلية ["ماحش"] أمس (الثلاثاء) بعدم تقديم لائحة اتهام بحق الشرطيين الضالعين في أحداث أم الحيران في النقب التي قتل خلالها المواطن البدوي يعقوب أبو القيعان. 

وقال قسم التحقيقات إنه لم يتم العثور على تناقضات بين الإفادات التي أدلى بها أفراد الشرطة والأدلة التي تم جمعها في منطقة الحادث. 

وأعرب أقارب أبو القيعان عن عدم ثقتهم بقسم التحقيقات مع أفراد الشرطة وأكدوا أنه اتخذ قراراً متوقعاً وأنهم سيستمرون في نضالهم القضائي.

وقال عضو الكنيست أيمن عودة رئيس القائمة المشتركة إن هذه التوصية هي بمثابة إعطاء رخصة لقتل مواطنين عرب. وأضاف أنه سيواصل الكفاح من أجل إبقاء قرية أم الحيران البدوية بدلاً من إقامة تجمع سكني يهودي على أنقاضها.

وكان يعقوب أبو القيعان (47 عاماً) قتل وأصيب آخرون بجروح بينهم رئيس القائمة المشتركة خلال مواجهات عنيفة مع الشرطة الإسرائيلية وقعت في أم الحيران يوم 18 كانون الثاني/ يناير الفائت. واندلعت هذه المواجهات خلال قيام مفتشي وزارة الداخلية ودائرة أراضي إسرائيل برفقة قوات كبيرة من الشرطة والوحدات الخاصة بمداهمة القرية لتنفيذ قرار هدم بيوتها بحجة أنها أقيمت من دون ترخيص. وقال بيان أولي صادر عن الشرطة الإسرائيلية إن أبو القيعان لقي مصرعه خلال قيامه بمحاولة ارتكاب عملية دهس ضد أفراد الشرطة. وأضاف البيان أن القتيل ناشط من الحركة الإسلامية- الجناح الجنوبي. وفي وقت لاحق أصدرت الشرطة بياناً آخر ذكرت فيه أن عملية الدهس أدت إلى مقتل أحد أفرادها وأن محققي الشرطة يقومون بفحص إمكان انتماء مرتكب عملية الدهس إلى تنظيم "داعش" الإرهابي.

ونفت عائلة أبو القيعان هذه الاتهامات بشدة وقالت إنه تعرض لإطلاق النار قبل أن تزيد السيارة من سرعتها، ما أدى إلى فقدانه السيطرة على المركبة. وأظهرت لقطات فيديو نُشرت بعد ساعات من الحادث أن عناصر الشرطة أطلقوا النار قبل أن يزيد أبو القيعان من سرعة مركبته وأن مصابيح المركبة كانت مضاءة على عكس ما ادعته الشرطة. كما ذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة أن تشريح جثة أبو القيعان الذي أجرته الشرطة أشار إلى أن الرجل أصيب برصاصة أطلقتها الشرطة في ركبته اليمنى وقد تكون هذه الإصابة تسببت بفقدان أبو القيعان السيطرة على مركبته. وكشف التشريح أيضاً أن أبو القيعان توفي نتيجة لنزيف داخلي بعد أن تُرك ينزف في مركبته لمدة 20 دقيقة بدلاً من نقله إلى المستشفى.

وفي وقت لاحق أقرّ وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي غلعاد إردان [الليكود] بأنه قد يكون أخطأ بشأن أبو القيعان، لكنه في الوقت عينه شدّد على أنه سيعتذر فقط في حال أظهر التقرير النهائي لقسم التحقيقات مع أفراد الشرطة أنه أخطأ في تقييمه.