قرار جبان
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

 

•قضية أليئور أزاريا ألهبت الدولة خلال الـ16 شهراً الأخيرة، وكشفت تصدعات عميقة في المجتمع، وفي الجيش، وفي المؤسسة السياسية. وأثارت القضية استياء كبيراً بشأن كل ما يتعلق بتوزيع المسؤولية الأخلاقية لنشاط الجيش الإسرائيلي في المناطق [المحتلة]، وكشفت جدلاً مريراً بشأن المسموح به والممنوع منه في إطار الحرب على الارهاب. وجميع هذه الأمور ما تزال على حالها.

•إن نظر محكمة الاستئناف العسكرية في طلب الالتماس المقدم من جانب الدفاع والنيابة العامة على قرار المحكمة في قضية النقيب أزاريا، يوفر فرصة نادرة لتحديد ثوابت تتعلق بمسألة ذات أهمية عليا: الاستخدام غير الشرعي للسلاح ضد عدو يحتضر، اطلاق نار بدافع من الغضب والانتقام، خرق الانضباط، وقواعد فتح النار. 

•ثلاثة من خمسة قضاة، تغلبوا على أقلية مكونة من قاضيين طالبا عن حق بالتشدد في الحكم، وقد قالوا الكلام الصحيح، لكن أفعالهم جاءت مختلفة عن أقوالهم. لا قيمة للكلام المنمق عندما تكون عقوبة القتل هي السجن لمدة 18 شهراً. لو أن مخرباً يهودياً هو من أطلقت عليه النار في ظروف مشابهة، وحُكم على مطلق النار بمثل هذه العقوبة، لما قبل أي إسرائيلي ذلك. 

•على ما يبدو، إن الجدل الذي قسّم المجتمع الإسرائيلي أثر على القضاة ودفعهم إلى الخوف من الرأي العام ومن السياسيين، ومن المحطات المقبلة- سيبدو أن رئيس الأركان ورئيس الدولة، اللذان يحتمل أن يخففا العقوبة، أكثر رحمة بالمقارنة مع القضاة القساة.

•الشجاعة لا تختبر فقط في ساحة القتال. ونتوقع أن نجدها أيضاً لدى القضاة، الذين يتقلّدون رتباً عسكرية عالية، وبينهم لواءان سابقان. في هذا الاختبار فشل قضاة أزاريا في المحاكمة وفي الالتماس. لقد كان حكمهم بمثابة التفاتة بعين إلى العالم المشكك بالعدالة الإسرائيلية، والتفاتة بالعين الأخرى إلى الجمهور الواسع من مؤيدي أزاريا والمؤمنين ببراءته. 

•لقد أدين أزاريا بتهمة القتل، لكن العقوبة المخففة التي فرضت عليه تخفف من خطورة الجريمة. فما هي الرسالة التي أرسلها المجتمع الإسرائيلي بواسطة قضاته إلى الجندي الذي يقوم بخدمته حالياً في المناطق [المحتلة]، أو إلى المواطن الذي سيجند في الغد في الخدمة الإلزامية أو في الاحتياط؟ هل الرسالة هي أن القتل أمر بسيط؟ 

•لم ينته الأمر بعد. وهو ينتظر الآن رئيس الأركان اللواء غادي أيزنكوت. حتى الآن تصرف أيزنكوت بطريقة مختلفة عن ضباط كبار تحدثوا بتساهل عن جريمة أزاريا. لكن شأنه مثل شأن القضاة، وسيكون اختباره في أفعاله وليس في كلامه. يحاول رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع أفيغدور ليبرمان وشعبيون آخرون توجيه الضغط السياسي نحو رئيس الأركان من أجل استخدام صلاحية العفو عن الجندي القاتل. من الأفضل أن يتجاهلهم أيزنكوت، وأن يضع حداً لهذه القضية البائسة.

 

 

المزيد ضمن العدد 2663

هارتس