قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن إسرائيل تعارض بشدة اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب سورية لكونه يرسخ الوجود الإيراني في سورية.
وجاءت أقوال نتنياهو هذه في تصريحات أدلى بها إلى مراسلي وسائل الإعلام الإسرائيلية الذين رافقوه خلال زيارته إلى فرنسا، وأشار فيها أيضاً إلى أنه أبلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال الاجتماع الذي عقد بينهما أول من أمس (الأحد) أن إسرائيل تعارض بشكل جارف الاتفاق الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا بشأن الحرب الأهلية في سورية.
وأجرت إسرائيل خلال الشهر الأخير محادثات مع مسؤولين كبار في الإدارة الأميركية حول هذا الاتفاق طرحت خلالها تحفظاتها منه، وطالبت بإقامة منطقتين عازلتين من أجل إبعاد قوات إيران وحزب الله عن الحدود بين سورية والأردن وعن منطقة هضبة الجولان. كما أبدت إسرائيل تحفظها من تكليف قوات الجيش الروسي بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في مناطق قريبة من الجولان والحدود مع الأردن.
وقام نتنياهو بالاتصال هاتفياً مع كل من وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأبلغهما موقف إسرائيل من الاتفاق.
وقال نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية يوم 2 تموز/ يوليو الحالي، إن بوتين وتيلرسون أوضحا أنهما يتفهمان مواقف إسرائيل بهذا الشأن وأكدا أنه سيتم أخذ مطالبها بالحسبان.
غير أن مسؤولين كبار في القدس أكدوا أنه بعد الاطلاع على الاتفاق النهائي تبين أنه خلافاً للتوقعات الإسرائيلية، لم يأخذ الأميركيون ولا الروس المواقف الإسرائيلية في الحسبان. ووصف أحد هؤلاء المسؤولين الاتفاق بأنه سيئ لإسرائيل وأشار إلى أنه لم تكتب في الاتفاق كلمة واحدة واضحة عن إيران أو حزب الله أو الميليشيات الشيعية في سورية.
وتحدث نتنياهو خلال اجتماعه مع ماكرون عن قلق إسرائيل حيال هذا الاتفاق وحيال الوضع في لبنان، وطلب أن يمارس الرئيس الفرنسي تأثيره على الحكومة اللبنانية في كل ما يتعلق بنشاط حزب الله في لبنان وخصوصاً في الجنوب.
وقال ماكرون بعد اجتماعه مع نتنياهو إنه يشارك إسرائيل قلقها حيال نشاط حزب الله في جنوب لبنان وحيال السلاح الموجود بحيازة الحزب. وتعهد بمحاولة الدفع قدماً بعملية دبلوماسية من أجل كبح خطورة هذا التهديد.