من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•يهود أميركا مجروحون ويشعرون بالغضب. يقولون إن وحدة الشعب في خطر، والرؤيا الصهيونية كلها قد تنهار. ومن خلال برقيات ليلية عاجلة أعطيت توجيهات إلى قناصل إسرائيل في أميركا للاستعداد لمواجهة الاحتجاج المتصاعد، والتصرف حيالها "بطريقة مهذبة". هكذا احتجاج وغضب من جانب يهود أميركا ضد إسرائيل لم يسجلا قط من قبل.
•ما الذي يثير غضب يهود أميركا على إسرائيل، قرة عينهم وموضع تباهيهم حتى الآن؟ هل هو القوانين المثيرة للخجل والمعادية للديمقراطية التي شرعتها إسرائيل في السنوات الأخيرة، والتي تطرح الشك في ديمقراطيتها؟ هل هو مطاردة السحرة الجارية ضد الجمعيات اليسارية؟ هل هو علاقة إسرائيل المشينة مع طالبي اللجوء من أفريقيا؟ وهل هو تحولها إلى قوة عظمى تبيع سلاحاً لأي نظام كان؟ هل هو منع الكهرباء عن مليوني شخص يعيشون في سجن منذ 10 سنوات؟ هل هو مذبحة المدنيين في عملية "الجرف الصامد"؟ ومذبحة المدنيين في "الرصاص المسبوك"؟ وهل السبب قتل صبية السكاكين؟ أو مرور 50 عاماً على الاحتلال؟
•ليس هناك أي واحد من كل هذه الأمور أثار أبداً غضباً حقيقياً وسط يهود أميركا. لقد أعجبوا بإسرائيل بصورة عمياء، حتى عندما أقدمت على فعل هذا كله. وتبرعوا لها بسخاء حتى بعد معرفتهم بحدوث هذه الأمور. وأرسلوا أولادهم إلى هنا للتجول في المستوطنات ومعسكرات الجيش مصحوبين بحراس مسلحين ببنادق من أجل غسل أدمغتهم، وتجاهلوا الاحتلال.
•أخيراً هم غاضبون. وما هو السبب؟ السبب موضوعات مصيرية: ترتيبات الصلاة أمام حائط المبكى التي يجب أن تبقى صارمة [قرار الحكومة رفض تخصيص قاعة ثانية في ساحة حائط المبكى حيث يستطيع المصلون تأدية الصلاة وفق تقاليد التيارات اليهودية غير الأرثوذكسية]، وهم غاضبون بسبب عملية التهويد في إسرائيل التي يجب أن تبقى كما هي، خاضعة للتيار الأرثوذكسي. هذه مسائل مهمة لا يمكن التقليل من أهميتها، ولكن بعد أن سامحوا إسرائيل على كل شيء، هم غاضبون بسبب ذلك.
•هم يعتبرون ليبراليين ومتنورين، هؤلاء الإصلاحيون والمحافظون، وهم يشكلون أغلبية اليهود في الولايات المتحدة. إنهم ليبراليون في نظر أنفسهم، ومؤيدون لإيباك، ويحاربون بشراسة أي شخص ذي ضمير حر يحاول انتقاد إسرائيل، ليبراليون يكمون أفواه أشباههم. هم ليسوا الأقلية الأرثوذكسية الظلامية، فهم يصلون رجالاً ونساء معاً، ويقودون سياراتهم إلى الكنيس في يوم عيد الغفران، وهذا بالطبع حقهم الكامل.
•لكن هؤلاء الليبراليين الذين أيدوا باراك أوباما ويحتقرون دونالد ترامب، وجزء من أهاليهم ناضل جنباً إلى جنب مع المناضلين من أجل حقوق السود في أميركا، يسامحون إسرائيل على كل شيء. ويسكتون عنها وسكوتهم مدوّ ومشين.
•حالياً، يخوض هؤلاء معركة شرسة وغاضبة دفاعاً عن حقوق نساء حائط المبكى. فهل فقط عندما تمسهم المسألة شخصياً يستيقظ تنوّرهم؟ وهل هم ليبراليون فقط عندما يتعلق الأمر بشعائرهم الدينية؟ هل ناضلوا يوماً دفاعاً عن حقوق الفلسطينيين في ممارسة شعائرهم الدينية في المسجد الأقصى؟ أو دفاعاً عن حقوقهم في الوصول إلى هناك؟ لكن عندما يتعلق الأمر بحائط المبكى فجأة أصبحوا ليبراليين. لا بل تجرؤوا على القيام بما لم يجرؤوا على القيام به من قبل: انتقاد إسرائيل بصوت عال. وقد هددوا أيضاً باستخدام سلاح يوم الدينونة: التوقف عن محاربة حركة الـBDS .
•لا توجد علاقة بين النضال من أجل حرية ممارسة شعائر العبادة بالقرب من حائط من حجر يقع في أرض محتلة ودُمرت بسببه منازل المئات قبل 50 عاماً، وبين الليبرالية والحرية. يجب التوقف عن الكلام الكبير كما يجب التوقف عن إثارة هذه الاضطرابات باسم الحرية، بينما هم يؤيدون مباشرة أو غير مباشرة، أحد أكثر المشاريع قمعاً للحرية في العالم، ويشكل هذا قمة الانتهازية. لقد صفق يهود أميركا لإسرائيل على كل شيء. ووجهوا لها التحية تلقائياً حتى عندما فعلت أشياء أخطر بكثير من منع نساء يرتدين أوشحة ملونة من الصلاة إلى جانب الرجال.
•لا يحق ليهود أميركا الوقوف ضد إسرائيل الآن فقط باسم ضمائرهم. اتركوهم يذهبون إلى حائط المبكى ويصلون نساء ورجالاً أو كلاً على انفراد، فإسرائيل أكثر عدالة هي التي بحاجة إلى صلواتهم أكثر مما هي بحاجة إلى وعظهم الكاذب.