ما زال القراران اللذان اتخذتهما الحكومة الإسرائيلية خلال اجتماعها يوم الأحد الفائت حول تعليق مخطط إقامة باحة صلاة أخرى لليهود في حائط المبكى [البراق] يستطيع المصلون فيها تأدية الصلاة وفق تقاليد التيارات اليهودية غير الأرثوذكسية، وحول مشروع قانون اعتناق الديانة اليهودية، يثيران موجة معارضة متصاعدة في صفوف الجاليات اليهودية في العالم ولا سيما في الولايات المتحدة وداخل إسرائيل بما في ذلك في صفوف الائتلاف الحكومي.
وكانت الحكومة الإسرائيلية صادقت في مطلع سنة 2016 على مُخطط ينص على إقامة باحة صلاة أخرى في حائط المبكى يستطيع المصلون فيها تأدية الصلاة وفق تقاليد التيارات اليهودية غير الأرثوذكسية والمؤلفة أساساً من تياري الإصلاحيين والمحافظين. ولم يقبل اليهود الأرثوذكس وممثلوهم في الحكومة الإسرائيلية [الحريديم] هذا المخطط ومارسوا ضغطاً سياسياً على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أدى إلى عدم تطبيقه إلى الآن وإلى اتخاذ الحكومة يوم الأحد الفائت قراراً يقضي بتجميده حتى إشعار آخر.
أمّا القرار الثاني الذي اتخذته الحكومة الإسرائيلية فهو المصادقة على مشروع قانون اعتناق اليهودية المُقدّم إلى الكنيست. ووفقاً لهذا القانون سيُعترف قانونياً باعتناق اليهودية فقط للذي تتم مراسمه بإشراف الحاخامية الكبرى في إسرائيل، التابعة للتيار الأرثوذكسي المتشدد وبموجب القوانين الإسرائيلية. في المقابل، فإن أي اعتناق لليهودية يتم في إسرائيل أو خارجها بموجب مراسم اعتناق اليهودية الخاصة باليهود الإصلاحيين والمحافظين لن يُعترف به في دولة إسرائيل أو لن يعترف به التيار الأرثوذكسي في أنحاء العالم الذي يعمل بموجب الحاخامية الرئيسية.
وأعلن زعماء الجاليات اليهودية في العالم إلغاء اجتماع كان من المقرّر إجراؤه قريباً مع نتنياهو برعاية الوكالة اليهودية.
وقالت الوكالة اليهودية في بيان صادر عنها أول من أمس (الاثنين) إن القرارين اللذين اتخذا في اجتماع الحكومة الإسرائيلية يخالفان الالتزامات التي قطعتها الحكومة لممثلي التيارين الإصلاحي والمحافظ، وقد يؤديان إلى شرخ عميق في أوساط اليهود خارج إسرائيل.
وأكد الحاخام ريك جيكوبس رئيس اتحاد اليهود الإصلاحيين أن هناك أكثر من 3 ملايين يهودي إصلاحي ومحافظ في الولايات المتحدة يحبون دولة إسرائيل يشعرون الآن بأنه تم نزع الشرعية عنهم ودفعهم بعيداً من طرف الحكومة في القدس.
وأعلن عدد من الوزراء أنهم يعارضون قرار تجميد مُخطط إقامة باحة صلاة أخرى في حائط المبكى.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان خلال اجتماع الحكومة، إن حزب "إسرائيل بيتنا" سيعترض على القرارين وأكد أن من شأنهما أن يضمنا سيطرة الأحزاب الحريدية اليهودية على حائط المبكى وعلى كل إجراءات اعتناق اليهودية.
وأكد ليبرمان أن هذا الأمر يسبب ضرراً فادحاً للوحدة بين اليهود وللتحالف بين دولة إسرائيل والجاليات اليهودية في العالم. كما حذّر من مغبة أن يتسبب هذا الأمر بزعزعة استقرار الائتلاف الحكومي الحالي.