محاضر اجتماعات هيئة الأركان العامة عشية حرب 1967: رابين أكد وجوب أن تكون إسرائيل جاهزة لخوض حرب ضد مصر والأردن وسورية بمفردها
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

سمح أرشيف الجيش الإسرائيلي أمس (الخميس) بكشف النقاب عن محضر الاجتماع الذي عقدته هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي يوم 19 أيار/ مايو 1967 وكان آخر اجتماع لها قبل اندلاع حرب حزيران/ يونيو في تلك السنة.

ووفقاً للمحضر، قال رئيس هيئة الأركان العامة في حينه الجنرال يتسحاق رابين إن إسرائيل لا يمكنها أن تعتمد على أحد وينبغي عليها أن تعتمد على نفسها فقط، وأكد أنه حان الوقت للكفّ عن التوهم بأن أحداً سيهبّ لنجدتها، كما أكد أن إسرائيل غير معنية بخوض حرب مع جيرانها لكنه في الوقت عينه شدّد على أن من واجبها أن تكون جاهزة لخوضها.

ويشير هذا المحضر إلى أن هيئة الأركان العامة ناقشت خلال الاجتماع التهديدات التي كانت ماثلة أمام إسرائيل في ذلك الوقت من طرف الدول العربية، كما تطرقت إلى حجم الدعم الذي قدمه الاتحاد السوفياتي إلى العرب. 

كما يشير إلى أن رابين اعتقد أن جيوش مصر والأردن وسورية ستشن هجوماً كبيراً على إسرائيل وطلب من كل وحدات الجيش التأهب لاحتمال خوض حرب شاملة.

وسُئل رابين في الاجتماع حول موقف الدول الغربية حيال احتمال اندلاع حرب، فقال إنه يتضح أن إسرائيل ستخوض المواجهة بمفردها، وأضاف أنه "حان الوقت لنعتمد على أنفسنا والتوقف عن التوهم بأن أحداً سيهب لنجدتنا. لا يمكن أن نعتمد على أحد وعلينا الاعتماد على أنفسنا. إنني أدعو جميع من يعتمد على الآخرين أن يرى نفسه على خطأ".

وأكد رابين لكبار ضباط هيئة الأركان العامة أنه على الرغم من كون إسرائيل غير معنية بالحرب لكن عليها التأهب لها، وقال "أريد من كل ضابط وجندي أن يعلم أننا نتأهب للحرب، وأن ما نقوم به ليس تدريبات عادية أو مناورات بقصد التمويه. على الجيش أن يعلم أنه جاهز للحرب وأنه لهذا تم استدعاء الجنود. نحن لم نختر هذه الحرب، وهذا هو الأمر الأكثر جدية".

وخلال الاجتماع نفسه أشار رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية ["أمان"] اللواء أهارون ياريف إلى احتمال وجود مصلحة للسوفيات في توتير الأجواء في منطقة الشرق الأوسط، وقال إن تجنب المندوب السوفياتي في الأمم المتحدة عقد لقاء مع المندوب الأميركي في هذه المنظمة يزيد هذا الاحتمال.

كما سمح أرشيف الجيش الإسرائيلي بكشف النقاب عن اجتماع آخر لهيئة الأركان العامة عقد يوم 19 حزيران/ يونيو 1967 بعد شهر من الاجتماع السابق و8 أيام من انتهاء الحرب واحتلال كل من شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة والضفة الغربية وهضبة الجولان، وخُصّص لتقييم الوضع بعد الحرب. 

وقال رئيس شعبة "أمان" ياريف خلال الاجتماع إن الزعماء العرب سيتحدون بعد الهزيمة التي منوا بها، وأكد أنه لا يستبعد أن ينصّب الزعماء العرب الرئيس المصري جمال عبد الناصر قائداً لهم. وأضاف ياريف أنه من غير المتوقع أن تهاجم الجيوش العربية إسرائيل خلال شهرين أو ثلاثة أشهر، لكنه في الوقت عينه أكد أنه يجب توقع هجوم كهذا من جانب السوريين. وعارض قائد المنطقة العسكرية الجنوبية اللواء يشعياهو غابيش، وقائد المنطقة العسكرية الشمالية دافيد إليعيزر، تقييمات ياريف هذه، وأكد إليعيزر أن السوريين تكبدوا خلال الحرب خسائر فادحة أكثر مما تم تصويره.

كذلك سمح أرشيف الجيش الإسرائيلي بكشف النقاب عن اجتماع آخر لهيئة الأركان العامة عقد يوم 3 تموز/ يوليو 1967 وخُصّص لتقييم احتمال تدخل السوفيات في الشرق الأوسط، وأكد فيه ياريف أن التهديد السوفياتي ما يزال قائماً لكنه أشار إلى أن المعلومات الاستخباراتية بشأنه شحيحة. 

وشارك في هذا الاجتماع وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه دايان فدعا إلى عدم الاستهانة بالتهديد السوفياتي وإلى أخذه بمنتهى الجدية.