•"جاريد كوشنر يقفز إلى الدبلوماسية الشرق أوسطية"، هذا ما كتبته "النيويورك تايمز" أول من أمس في تقرير لها عن زيارة كوشنر إلى إسرائيل والسلطة الفلسطينية. وكاتب التقرير لا يمدح صهر الرئيس ترامب كثيراً، وشدد على أن كوشنر وموفد ترامب الخاص إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، ليست لديهما خبرة ومهارات في المجال الدبلوماسي. لكن الصحيفة أشارت أيضاً إلى أنها لمست الجهد الذي بذله البيت الأبيض كي يوضح أن زيارات كوشنر وغرينبلات إلى إسرائيل والسلطة هي فقط بداية سلسلة زيارات متوقعة في الأشهر المقبلة. وكانت "التايمز" مهذبة في تقريرها عن زيارات المسؤولين لإسرائيل، ومتحفظة في تقديراتها للنتائج.
•في الأوساط الدبلوماسية في مركز الأمم المتحدة ومعلقين في نيويورك وواشطن، تبدو التعليقات ميالة إلى الشك وحتى إلى السخرية، وهي تتوصل إلى تقدير عام مفاده تقريباً أنه ليست هناك أهمية سياسية لزيارة كوشنر وغرينبلات إلى القدس ورام الله، ومن غير المتوقع أن تؤدي المحادثات التي يجريها الاثنان إلى نتيجة تشير إلى إحراز تقدم معيّن نحو حل سياسي.
•المشكلة ليست في عدم خبرة الدبلوماسيين الرفيعين، يقول خبراء في الشرق الأوسط، ولكن المشكلة في أن الطموح للدفع قدماً بالسلام بين إسرائيل والفلسطينيين تحول بالنسبة إلى الرئيس دونالد ترامب إلى ملجأ أمين يهرب إليه ويجد فيه مخبأ موقتاً للهرب من المصائب والأزمات التي تتوالى عليه من دون توقف، وأغلبها يتحمل هو مسؤوليتها.
•"عندما يعاني الرئيس من حصار سياسي ودبلوماسي، فإن أكثر ما يمكن أن يفعله كوشنر وغرينبلات هو الاستماع. وكل فكرة أو مبادرة سيقومان بطرحها ستواجه في أفضل الأحوال بلامبالاة مهذبة" قال دبلوماسي غربي رفيع.
•قبل توجّهه إلى إسرائيل قال غرينبلات: "أنا مسرور بالعودة إلى إسرائيل والمناطق الفلسطينية للتحاور بشأن إمكانيات السلام". هو على الأقل مسرور. أما كوشنر فلا يعتبر نفسه كذلك. يأخذ غرينبلات المهمة التي كلفه بها مديره ترامب من أجل الدفع قدماً بالسلام بجدية. أما كوشنر الواثق من نفسه، فهو يُظهر تفكيراً مستقلاً.
•في تقدير يهود رفيعي المستوى في نيويورك، يتطلع غرينبلات حقاً وبصدق إلى تحريك الأمور، بينما كوشنر، الأكثر تشاؤماً، يجري حسابات واعتبارات لها هدف آخر هو: كيف يُعلي من مكانته في نظر نسيبه ترامب.
•قال زعيم يهودي: "سيكون كوشنر حذراً خلال وجوده في إسرائيل من أن يقول كلاماً يضر أو يثير غضب الأصدقاء السعوديين الجيدين الذين تعرف إليهم في الرياض". والرئيس ترامب، الذي لا يعرف لحظة راحة من الفضائح، هو بحاجة ماسة إلى بوادر نشاط سياسي له هدف إيجابي مثل السلام. وإذا نجح في الدفع قدماً بالسلام، جيد جداً. وإذا فشل فسيذكرونه بالخير ويقولون إنه حاول. كما أن السلام هو أيضاً هدف لا ينطوي على تهديد في التحقيقات الجارية معه.