مرّت سنة على خطة الغاز ولم تحدث أي كارثة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

•في هذه الأيام تكون قد مرّت سنة على خطة الغاز، وهذه فترة زمنية مناسبة لإجراء تقويم موقت: هل كانت خطة الغاز فشلاً ذريعاً وخسارة واضحة كما يزعم المعارضون لها؟ أم أنها حققت نجاحاً كبيراً كما يقول المؤيدون لها؟ 

•لنبدأ بالمعارضين. قبل سنة ادّعوا أن حقل لفيثان لن يجري تطويره في الوقت المناسب، أو أنه لن يُطوّر بالمرة، وأن أسعار الغاز في العالم في انخفاض، وأنه لن يكون هناك من نبيعه الغاز. وزعموا أن القطب الأحادي المحتكر للغاز سيقوى، وأن أسعار الغاز المرتفعة ستزداد ارتفاعاً، لذا فإن الخطة تشكل ضرراً كبيراً للاقتصاد والمجتمع. لكن حقل لفيثان يجري تطويره في هذه الأيام بسرعة كبيرة بمساعدة إحدى أكبر سفن التنقيب في العالم. وتعهد أصحاب الحقل باستثمار مبلغ أولي هو 1.5 مليار دولار (من مجموع 4.5 مليارات دولار). وهذا معناه نموّ وتطوير وفرص عمل. وما السيئ في ذلك، أيها المعارضون الأعزاء؟

•وعلى الرغم من التنبؤات السوداوية، يوجد من نبيعه الغاز. أولاً وقبل كل شيء نستطيع أن نبيعه لمشاريع ومحطات الكهرباء في إسرائيل. وبعد ذلك للأردن الذي وقع معنا اتفاقية للتزود بالغاز من لفيثان. وهناك أيضاً محادثات مع تركيا من أجل مد أنبوب غاز طويل تحت البحر (530 كيلومتراً) لتزويدها بالغاز، وبالأمس التقى نتنياهو في سالونيكي رئيس حكومة اليونان والرئيس القبرصي بهدف الدفع قدماً باتفاق لمد أطول أنبوب للغاز تحت البحر في العالم (2.200 كيلومتر) لتزويد إيطاليا بالغاز، مع تفرعات إلى اليونان وقبرص. قد يبدو هذا حلماً، ونتمنى أن يتحقق.

•لقد سمح البدء بأعمال التنقيب في لفيثان لوزير الطاقة يوفال شتاينتس بتغيير قرار سابق للحكومة، وبدلاً من إقامة محطة توليد إضافية للطاقة في الخضيرة تعمل على الفحم، ستقام محطة تعمل على الغاز. وحالياً نحو 60% من إنتاج الكهرباء في إسرائيل يتم بواسطة الغاز، وليس من خلال الفحم أو السولار، الأمر الذي يخفض تلوث الجو بصورة كبيرة. فهل هذا غير جيد أيها المعارضون الأعزاء؟

•وبخلاف تخويفاتهم، فإن شركة نوبل إنيرجي لم تعلن إفلاسها. وبخلاف تنبؤاتهم، فإن احتكار الغاز أخذ يضعف. وقد بيع حقل كاريش- تنين إلى شركة يونانية، وهي تعرض الغاز بأسعار أقل على محطات خاصة لتوليد الطاقة وعلى معامل صناعية. صحيح أن شركة كهرباء إسرائيل تدفع سعراً مرتفعاً جداً، لكن الدولة هي المسؤولة عن ذلك، فقد فرضت المديرة العامة لشبكة الكهرباء، أوريت فركش - هكوهين، ربط سعر الغاز بمؤشر الأسعار الأميركي بدلاً من ربطه بمؤشر أسعار النفط (الذي انخفض في وقت لاحق)، مثلما طالب به أصحاب حقول الغاز. وهذا خطأ فركش - هكوهين ويعود إلى عدم فهمها للسوق.

•وعلى أي حال، فإن الأسعار في إسرائيل معقولة نسبياً في العالم في ضوء واقع أن الغاز يُستخرج من البحر وليس من اليابسة. وعلى سبيل المثال، فإن الأردن سيدفع سعراً أعلى من السعر الذي تدفعه شركة الكهرباء.

•يتعيّن علينا أيضاً أن نفهم أن الحرب الشعواء على خطة الغاز ليست بريئة. هناك سياسيون أصحاب نزعة متشائمة و"نشطاء اجتماعيون" لا يريدون السماح للحكومة بأي إنجاز. لقد قال لينين: "كلما أصبح الوضع سيئاً، فهذا أفضل". لذلك لم يتوانوا عن استخدام كل الوسائل، كذبوا في الأرقام، ونشروا شائعات مغرضة ونجحوا تقريباً. لكن يتضح اليوم أن الخطة حققت نجاحاً كبيراً. وهذا جيد للاقتصاد وجيد للجمهور.