أكاذيب حول القدس الموحدة
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

 

•بمناسبة يوم القدس، نشر مكتب الإحصاء المركزي مجموعة معطيات ورسوم تخطيطية تعرض بأمانة ودقة صورة عن القدس "الموحدة" كما هي من دون تنميق. وتدحض هذه المعطيات جميع الأكاذيب عن القدس وتحطم الصورة الكاذبة للمدينة التي قدمتها حكومات إسرائيل طوال سنوات، والتي يرسمها نتنياهو اليوم ببراعته المعهودة.

•إن القدس "الموحدة" حالياً، وبعد 50 عاماً على حرب الأيام الستة، هي أكثر فلسطينية مما هي يهودية، وأقل صهيونية من أي وقت مضى، وأكثر فقراً، وأكثر حريدية، وأقل استنارة. وفي أوساط اليهود يزداد عدد الحريديم الذين يشكلون 35% من سكان المدينة بسرعة كبيرة، بينما يشكل العلمانيون واليهود التقليديون اليوم أقلية.

•ووفقاً لمكتب الإحصاء المركزي، فإن من بين المدن الكبرى في إسرائيل يشعر المقدسيون بعدم الأمان في مدينتهم، وهم على حق. فالقرى الفلسطينية هي المصدر الذي خرج منه 60% من المخربين في انتفاضة الأفراد الأخيرة. وبالإضافة إلى ذلك، تشكل القدس طريق عبور من الضفة آمن لمخربين ومقيمين بصورة غير قانونية، ومنها يتوجهون إلى تجمعات سكانية أخرى في إسرائيل. وفي مخيمات اللاجئين التي ضُمت إلى القدس، تتحرك بحرية عصابات مسلحة من دون أن تتصدى الشرطة لها.

•صحيح أن سكان القدس "الموحدة" ازداد عددهم في السنة الأخيرة، لكن 50% هم من اليهود، و50% من العرب. ويظهر ميزان الهجرة السلبية الذي نشر في الفترة الأخيرة، أن 7600 شخص من المغادرين هم من اليهود و200 فقط هم من العرب. وأوجه انتباهكم إلى ما يلي: يدل إحصاء سكان القدس على أنه يعيش اليوم في المدينة 883 ألف شخص، نحو 552 ألفاً فقط (نحو 60%) هم من اليهود، و331 ألفاً (نحو 40%) هم فلسطينيون وليسوا مواطنين إسرائيليين، لكنهم يحملون بطاقات إقامة في إسرائيل صادرة عن وزارة الداخلية. ونحو 60% من صغار السن (0 - 18 عاماً) هم فلسطينيون. فهل توجد هناك عاصمة في العالم نحو 40% من سكانها ليسوا مواطنين في الدولة؟ وأغلبية صغارها ليسوا مواطنين في الدولة، وأغلبيتهم "يحصلون" على تعليم معاد؟ 

•مما لا شك فيه، أن العامل الأساسي والحصري الذي أنتج هذا الواقع الكئيب والمأساوي هو الضم الهاذي الذي جرى سنة 1967 لـ22 قرية ولمخيمات اللاجئين الفلسطينيين التي لم تكن يوماً جزءاً من القدس. إن هذا الضم هو وليد نشوة النصر وحكومة ضلت طريقها بعد احتلال الضفة الغربية في حرب الأيام الستة. وليس أكيداً أن أغلبية وزراء حكومة الوحدة الوطنية فهموا بدقة النتائج البعيدة المدى لهذا الضم. ومن الواضح اليوم أن هذا كان قراراً بائساً قوّض بقسوة يهودية القدس وأمنها واقتصادها.

•وليس من قبيل المصادفة أن احتفالات يوم القدس و"سنة القدس" التي أعلنتها الحكومة، لم تشارك فيها أو تحتفل بها 22 قرية يسكنها أكثر من 200 ألف نسمة. وسيعرض رئيس الحكومة ورئيس بلدية القدس اليوم أمام أنظار الشعب والعالم الاحتفالات، ولكنهما سينشران ستاراً كبيراً وكثيفاً على مئات آلاف الفلسطينيين الذين يسكنون مناطق الخداع والتظاهر بأن القدس "موحدة". إن نتنياهو وبركات يواصلان خداع الناس وعرض المشهد الوهمي لعاصمة إسرائيل "الموحدة"، وبذلك يجري تخليد الكارثة. 

•إن صورة هذا الوضع مخيفة، ومن الواضح أنه إذا لم يحدث شيء ما فإن هذا الوضع سيزداد تدهوراً، والقدس لن تصبح يهودية ولا صهيونية بل الأفقر بين مدن إسرائيل، وبصورة أساسية- ستصبح أكثر فلسطينية. في هذه الساعة الحرجة يتعين على إسرائيل أن تتخذ قراراً شجاعاً وسريعاً: الاعتراف بالخطأ وبوجود التهديد الذي أدى إلى تعريض القدس لخطر متزايد ولخسارة طابعها اليهودي وضعف أمنها واقتصادها، وأيضاً إعلان أن الـ22 قرية فلسطينية ومخيمات اللاجئين يجب أن تعود إلى مكانها الطبيعي- الضفة الغربية. وبذلك يمكن إنقاذ القدس اليهودية، والأهم من ذلك: إن مثل هذا الإعلان سيعزز المكانة الدولية للمدينة، وسيؤدي إلى اعتراف دولي وفعلي بيهودية عاصمة إسرائيل وسيزيد من فرص التسوية السياسية.