من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•بعد بيل كلينتون وجورج بوش الابن وباراك أوباما، فإن دونالد ترامب هو الرئيس الرابع الذي يحاول تحقيق اتفاق سلام تاريخي بين إسرائيل والفلسطينيين. وأيضاً هو الرئيس الرابع الذي يطلب من إسرائيل كبح البناء في المستوطنات، والذي يعين موفداً خاصاً بعملية السلام، ويلتقي رئيس الحكومة الإسرائيلية والرئيس الفلسطيني، ويدعوهما إلى استئناف المفاوضات المباشرة بينهما، ويسعى للتوسط بين الطرفين.
•يشير سلوك ترامب حيال الموضوع الإسرائيلي –الفلسطيني على مدى 110 أيام منذ استلامه منصبه إلى أنه لم يخترع شيئاً جديداً ولم يغير قواعد اللعبة، ذلك أنه يحاول الدفع قدماً بعملية السلام بالأسلوب عينه وبالوسائل ذاتها وبحماسة الذين سبقوه إلى هذه المهمة نفسها. ويبدو أن مبادرة ترامب للسلام، التي لا تزال مكوناتها غامضة، لا تعدو أن تكون جولة أخرى من المفاوضات المباشرة والثنائية بوساطة أميركية في محاولة لتحقيق تسوية دائمة تنهي النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني. وحتى الكلام عن مبادرة سلام إقليمية يبدو على الأقل في هذه المرحلة وصفاً مبالغاً فيه غايته الحصول على تأييد دول عربية للمفاوضات - هذا التأييد الذي حاول كل من كلينتون وبوش وأوباما الحصول عليه ولم ينحجوا.
•لقد سئل الناطق بلسان البيت الأبيض شون سبايسر، خلال لقائه اليومي مع المراسلين وبعد وقت قصير من القمة بين ترامب والرئيس محمود عباس، عن سبب تفاؤل الرئيس الأميركي، وما الذي تغير مقارنة بمحاولات مَنْ سبقوه في منصبه وبإخفاقاتهم. أجاب سبايسر من دون تردد: "الرجل تغير والأسلوب تغير."
•إن سبايسر على حق، فمقارنة بالذين سبقوه، تبدو لهجة ترامب الخطابية مختلفة ومريحة أكثر بالنسبة إلى اليمين الإسرائيلي. فهو يتحدث عن "اتفاق سلام" لا عن "دولة فلسطينية"، وعن "كبح" البناء في المستوطنات لا عن "تجميده"، ويتطرق علناً إلى مشكلات فضلت الإدارات السابقة مناقشتها مع الفلسطينيين من خلال أحاديث لم يُكشف النقاب عنها، مثل تحويل أموال إلى عائلات المخربين أو محاربة التحريض. وهذا التغير في الأسلوب ليس سيئاً بالضرورة، حتى أن بعضه إيجابي جداً، لكن الجوهر لم يتغير. فبعد مرور بضعة أشهر على الأحلام بشأن قدوم المسيح، سيضطر أعضاء مجموعات الضغط المؤيدة للمستوطنين في الحكومة وفي الكنيست وفي الإعلام إلى التعود على أن عملية السلام لن تقود إلى أي مكان حالياً.
•لقد قال سبايسر أيضاً إن الذي تغير هو الاحترام الذي يكنه زعماء الطرفين للرئيس. ليس أكيداً أن كلمة احترام هي الصحيحة، فالوجل والخوف هما الكلمتان اللتان تصفان بصورة أكثر دقة ما يشعر به نتنياهو ومحمود عباس حيال ترامب. إن التغير على الأقل في هذه المرحلة هو حجم الهراوة التي يعتقد كل من رئيس الحكومة الإسرائيلية والرئيس الفلسطيني أن رئيس الولايات المتحدة يحتفظ فيها تحت الطاولة في المكتب البيضاوي. نتنياهو وعباس يشعران بالردع، وترامب يدرك ذلك جيداً. ومن المحتمل أن يفتح له هذا الردع نافذة فرص لإحداث انعطافة لم ينجح الذين سبقوه في تحقيقها.
•في مكتب رئيس الحكومة في القدس انتظِروا بلهفة التقارير بشأن اللقاء بين ترامب وعباس. في الواقع، لا نتنياهو ولا موظفوه متأكدين مما يريد ترامب فعله، وما هي استراتيجية الرئيس الأميركي بشأن الموضوع الإسرائيلي- الفلسطيني. وحتى مصير زيارة ترامب إلى المنطقة غير واضح بعد، ومن المنتظر أن يعطي البيت الأبيض جوابه في نهاية هذا الأسبوع.
•ما يعرفونه في القدس وفي رام الله أيضاً أن القوة التي تقف خلف الرغبة في الدفع قدماً بعملية السلام هي ترامب نفسه. وفي جميع الاجتماعات التي أجراها مستشارو نتنياهو وعباس مع كبار المسؤولين في البيت الأبيض في الأسابيع الأخيرة سمع هؤلاء الرسالة نفسها: "إن الرئيس يولي هذه القضية أولوية كبرى."
•في نهاية المؤتمر الصحافي مع عباس قال ترامب إنه سمع طوال سنوات أن الصفقة الأكثر صعوبة هي تلك التي بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وخلص إلى القول: "دعونا نرى إذا كنا سننجح ونثبت أن من قال ذلك كان على خطأ." إذا أراد ترامب أن يفعل ذلك بجدية عليه بلورة استراتيجية واضحة في وقت قريب جداً.