من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•قال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز إنه "يتعين على الفلسطينيين أن ينجحوا في امتحان السلام" ("هآرتس"، 22/4). ويتعلق الامتحان هذه المرة بمسألة "تمويل الإرهاب". يطلب نتنياهو من السلطة الفلسطينية ومن رئيسها وقف تحويل الأموال إلى الأسرى الفلسطينيين، الموجودين في السجون الإسرائيلية، وإلى عائلات المخربين. ويهدف الدعم العلني لرئيس الحكومة لموقف تتحفظ عنه المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، من بين أمور أخرى، إلى الدفع قدماً بتشريع من جانب الحزب الجمهوري في الكونغرس، يفرض على الولايات المتحدة وقف تقديم المساعدة للسلطة الفلسطينية في حال واصلت تقديم دفعات مالية للأسرى.
•إن موقف نتنياهو الثابت هو أن الفلسطينيين هم الذين لا يلتزمون بشروط المفاوضات، وفي كل مرة يُخرج من جعبته شرطاً إضافياً – ضرورياً - لا يمكن من دونه تحريك عملية السلام، مثل لعبة بوكر صعبة يجري خلالها تغيير قواعد اللعبة طوال الوقت. لقد استُخدمت المطالبة بالاعتراف بالدولة اليهودية حتى الآن كعقبة هدفها كبح أي محاولة للتقدم في العملية السياسية. ومن غير المستبعد أن يكون نتنياهو، في ضوء خطة كيري التي أدت، وفقاً لما نشر، إلى ضعف معارضة الفلسطينيين لهذه المسألة، بحث عن ذريعة جديدة للمحافظة على الجمود السياسي، خاصة عندما تلوح في الأفق بوادر مبادرة أميركية جديدة.
•وبنفس هذه الروحية، يتجاهل نتنياهو التعاون المهم مع السلطة الفلسطينية. في الأسبوع الماضي فقط، وأثناء عملية للجيش الإسرائيلي في نابلس، اعتقلت الشرطة الفلسطينية اثنين من المستعربين [فرقة مرتبطة بالجيش الإسرائيلي يعمل أفرادها في الخفاء متنكرين بزي فلسطينيين]، وأعادتهما إلى إسرائيل مع سلاحهما وأدوات الاتصال والسيارة التي كانا يستعملانها. ومثل هذه العملية مفروغ منها فقط في إطار تعاون أمني وثقة بين إسرائيل والسلطة. لكن شخصاً رافضاً مثل نتنياهو لن يعرض الأوجه الإيجابية في علاقة إسرائيل بالفلسطينيين، لأنه إذا فعل ذلك، فلن يستطيع الاستمرار في طمس الفوارق بين السلطة و"حماس" وسائر "الحيونات الضارية" التي تحيط بإسرائيل؟
•وعلى الرغم من "الامتحانات" التي يريد نتنياهو أن يمر بها الفلسطينيون مراراً وتكراراً، فإن الذي فشل دائماً في امتحان السلام هو نتنياهو نفسه. يتزعم رئيس الحكومة الدولة منذ 8 سنوات متتالية، وهو لم يقم خلالها بأي شيء من أجل أن يدفع جدياً التقدم نحو اتفاق ممكن. والعكس هو الصحيح، فقد بذل نتنياهو كل ما في وسعه من أجل عرقلة أي عملية كان يمكن أن تتيح حدوث حوار حقيقي مع جيراننا. وفي المقابل سمح لعناصر اليمين المتطرف، وخاصة لرئيس حزب البيت اليهودي نفتالي بينت، بالسيطرة على جدول الأعمال وتحويل حل الدولتين إلى غير ذي أهمية. في امتحان السلام الأكثر أهمية، الامتحان الإسرائيلي، نتنياهو فشل.