حزب الله يستفز الجيش الإسرائيلي
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

– الموقع الإلكتروني

•نظمت دائرة الدعاية في حزب الله يوم أمس جولة لعشرات الصحافيين على طول الحدود مع إسرائيل، وعلى مقربة من قوات الجيش الإسرائيلي. وشاهد المراسلون التحصينات، والعوائق الترابية، والرادارات، والهوائيات، وأبراج المراقبة الجديدة في الجانب الإسرائيلي - التي بحسب وصف الناطق بلسان الحزب هي وسائل دفاعية جرى إدخالها إلى المنطقة بناء على تقدير للجيش الإسرائيلي يقول إن "قوات المقاومة ستتسلل إلى مستوطناته". 

•وذكرت عدة وسائل إعلام لبنانية أن الجولة التي نظّمها حزب الله جرى التنسيق لها مسبقاً مع الجيش اللبناني ومع قوات اليونيفيل - قوات الأمم المتحدة المنتشرة في جنوب لبنان.

•يعتبر سلوك حزب الله كما ظهر في الوثائقي الذي نُشر في لبنان، استثنائياً واستفزازياً، لأن الحزب درج على عدم التحرك بصورة علنية وببزات عسكرية بالقرب من الحدود مع إسرائيل وبصورة تتعارض تعارضاً مطلقاً مع قرار مجلس الأمن 1701 الذي أنهى حرب لبنان الثانية [حرب تموز/يوليو 2006]. ويشار إلى أن عناصر حزب الله يتجولون ويتحركون طوال الوقت بالقرب من السياج الحدودي، ويجمعون معلومات استخباراتية بصورة يومية ويسجلون تقريباً جميع التحركات العلنية للجيش الإسرائيلي، لكنهم يقومون بذلك بحذر شديد، وبملابس مدنية. ظهور حزب الله العلني بالقرب من السياج الحدودي، هو نمط سلوك سبق حرب لبنان الثانية.

•يشير الموقف اللبناني الساخر من مشروع التحصين وبناء العوائق الذي قام به الجيش الإسرائيلي على طول الحدود في السنتين الأخيرتين، إلى أي مدى يتابع حزب الله بقلق مشروع القيادة الشمالية الهندسي، والذي يشمل بناء جدران عالية من الباطون في مناطق حساسة على طول الحدود، خاصة بالقرب من مستوطنات إسرائيلية متاخمة للسياج الحدودي، وحفر خنادق عميقة، وإقامة استحكامات ترابية عالية، ومنحدرات مصطنعة في المناطق الجبلية.

•إن هدف المشروع هو إنشاء عقبة كبيرة في وجه حزب الله لدى تنفيذه إحدى مفاجآته الطموحة في أي حرب مقبلة، مثل توغل وحدة عسكرية تضم عشرات المسلحين من قوات النخبة في الحزب إلى داخل أراض إسرائيلية بهدف احتلالها ولو لساعات، أو لجزء من مستوطنة أو لموقع إسرائيلي كضربة استهلالية دعائية يصوّرها الحزب كعادته بأنها صورة نصر في الحرب المقبلة. وما نتحدث عنه هنا هو عملياً تسلل عدد من مقاتلي "فرقة الرضوان" إلى أراض إسرائيلية.

•جاء نشر هذا الوثائقي من جانب حزب الله على خلفية الكلام الذي قاله أول من أمس ضابط رفيع في الجيش الإسرائيلي ادّعى أن التنظيم الشيعي يعاني من ضائقة كبيرة على خلفية مشاركته في الحرب في سورية والعراق، ووقوفه إلى جانب بشار الأسد، في حرب ألحقت الضرر بنحو 8000 مقاتل من الحزب أي نحو ثلث قوته، وتسببت بأزمة مالية أدت إلى إنشاء صناديق للتبرعات، وحتى الآن لم يعيّن الحزب رئيساً جديداً لأركانه منذ مقتل مصطفى بدر الدين في أيار/مايو من السنة الماضية.

•وقد تطرّق الضابط الإسرائيلي إلى التحقيق الذي بثته قناة "العربية" بشأن اغتيال بدر الدين قائلاً: "التحقيق دقيق جداً. وهذا حدث بالغ الأهمية ويدل على الأزمة والأسئلة الصعبة المطروحة في حزب الله، لأن بدر الدين اغتيل بعد دقائق من اجتماعه مع قاسم سليماني، قائد الحرس الثوري الذي ينشط خارج إيران. لقد كان بدر الدين قائداً مستقلاً وشديد القوة. وبعد اغتياله حصلت مشكلات في القيادة وفي السيطرة في الحزب. لدى نصر الله فهم استراتيجي جيد لكنه لا يعرف كيفية استخدام القوات العسكرية". 

•بالنسبة لإسرائيل، يدل الاستعراض الذي قام به حزب الله بالقرب من الحدود على الأزمة العميقة التي يعانيها الحزب داخلياً وخارجياً في مواجهة العالم العربي، لذا فهو يحاول خلق انطباع بأنه ما يزال يدافع عن لبنان. ووفقاً لمصادر في المؤسسة الأمنية [الإسرائيلية] فإن المؤتمر الصحافي الذي عقده الحزب هو دعاية صرفة، لكنه أيضاً دليل قاطع للمجتمع الدولي بأن حزب الله يخرق قرار مجلس الأمن 1701، من خلال انتشاره المسلح جنوبي نهر الليطاني. 

•كما أن للخطوة التي قام بها الحزب أهمية أيضاً في الساحة الداخلية اللبنانية، على خلفية الانتقادات الموجهة إليه بسبب نشاطه بصورة خاصة في سورية إلى جانب نظام الأسد.