•اغتيال ياسر السيد، قائد ميليشيا جديدة تحاول إيران بالتعاون مع حزب الله ونظام الأسد تشكيلها بالقرب من الحدود في هضبة الجولان، والذي تنسبه تقارير أجنبية إلى إسرائيل، يمكن أن يدل على المصالح الأمنية و"الخطوط الحمراء" لإسرائيل. وقد ازدادت هذه الخطوط حدة في الأشهر الأخيرة مع تزايد محاولات مثلت إيران - سورية - حزب الله إقامة قوة من شأنها أن تشكل سوطاً يهدد حدود إسرائيل في هضبة الجولان.
•تظهر حصيلة التقارير الأجنبية أن الذي اغتيل هو قائد من الدرجة المتوسطة من سكان بلدة خان أرنبة الواقعة على محور جبل الشيخ - دمشق، وكان عضواً في ميليشيا درزية فلسطينية تحمل اسم "فوج الجولان". ووفقاً للتقارير، هو اغتيل بطائرة من دون طيار تابعة للجيش الإسرائيلي أثناء تنقله في المنطقة بسيارته. ومن المحتمل أنه كان في مهمة جمع معلومات استخباراتية لهجوم، أو كان في طريقه لتنفيذه.
•الإشارة الوحيدة التي تدل على أن إسرائيل هي التي تقف وراء الاغتيال جاءت قبل وقت قصير من ذلك، فخلال احتفال استبدال قائد المنطقة الشمالية الذي جرى في صفد قال قائد المنطقة المنتهية ولايته نائب رئيس الأركان الجديد اللواء أفيف كوخافي إنه فخور لكونه خدم في قيادة "تصفّي خلايا العدو".
•لقد جاء اغتيال السيد بعد نحو 50 ساعة على هجوم سلاح الجو على ما يبدو أنه شحنة صواريخ بعيدة المدى ودقيقة كانت متوجهة من سورية إلى حزب الله، وهو الهجوم الذي اعترضت خلاله منظومة حيتس صاروخاً سورياً مضاداً للطائرات. لا ينبغي الربط بين الحادثين. إنما إذا كان حادث الأمس نفذته إسرائيل بالفعل، فإن الحادثين وقعا بسبب معلومات استخباراتية واحتمالات عسكرية، وهما من دون شك يرفعان مستوى التوتر بين إسرائيل وسورية، وبصورة غير مباشرة أيضاً مع روسيا، راعية نظام الأسد.
•لا تتدخل إسرائيل بالحرب [السورية] ولا تؤيد أياً من الأطراف الكثيرة التي تقاتل بعضها بعضاً. وهي تقدم مساعدة طبية إلى آلاف الجرحى والمدنيين من مصابي الحرب لأسباب إنسانية وبصورة خاصة للمحافظة على الهدوء على الحدود.
•وعلى الرغم من قسوة ولا إنسانية ما سيلي، يجب الاعتراف بأن الحرب التي تفتت سورية وتستزف دماء مقاتلي حزب الله وتستأثر باهتمام إيران، تخدم مصلحة إسرائيل الأمنية.
•تتحرك إسرائيل عسكرياً في ثلاث حالات: ترد بالنيران من البر وأحياناً من الجو على إطلاق نار أو غير مقصود (انزلاق) من سورية على هضبة الجولان؛ ووفقاً لتقارير أجنبية، فهي تستخدم سلاح الجو للقيام بهجمات بالقرب من الحدود وفي منطقة دمشق وفي عمق سورية ضد شحنات أسلحة ومخازن سلاح: صواريخ أرض - أرض بعيدة المدى ودقيقة، وسلاح مضاد للطائرات وصواريخ بر - بحر مقدّمة من إيران وسورية إلى حزب الله. وبالاستناد إلى هذه التقارير، نُفّذت العشرات من هذه الهجمات؛ وبالإضافة إلى ذلك تحاول إسرائيل على ما يبدو القضاء على تنظيم خلايا يحاول التحالف في سورية إقامتها بالقرب من حدود إسرائيل، وذلك للحؤول دون وقوع هجمات ضد جنود الجيش الإسرائيلي ومستوطنات مدنية في هضبة الجولان.
•إن هدف هذه التنظيمات هو السماح لسورية وإيران وحزب الله بإقامة قوة عسكرية تهدد إسرائيل بفتح جبهة ثانية، بالإضافة إلى تلك الموجودة بين إسرائيل وحزب الله في لبنان.
•ووفقاً للتقارير الأجنبية نفسها اغتالت إسرائيل في السنوات الأخيرة بصواريخ من الجو داخل الأراضي السورية جهاد مغنية وأربعة نشطاء إرهابيين بينهم جنرال إيراني كان معهم في جولة قادة بالقرب من الحدود؛ وفي حادثة أخرى اغتالت سمير القنطار الدرزي من لبنان؛ وخلية إرهابية فلسطينية - سورية كانت تطلق صواريخ في اتجاه جبل الشيخ.
•تتبنى إسرائيل سياسة غموض بشأن كل ما يتعلق بهذه العمليات، فهي لا تعترف ولا تنفي. وفقط عندما تتعقد العملية كما جرى في الأسبوع الماضي، تضطر إلى الاعتراف بذلك. وبالأمس أوضح وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان ورئيس أركان الجيش غادي أيزنكوت أنهما سيواصلان هذه السياسة على الرغم من معرفتهما بأنهما يخاطران إلى حد ما بخروج الأمور عن السيطرة. في مثل هذه الحالة يمكن أن ينشأ تصعيد بصورة أقل مع نظام الأسد المشغول حالياً بموجة العمليات الإرهابية وبتبادل إطلاق النار مع المتمردين في دمشق، وبصورة أكبر مع روسيا.