قالت مصادر سياسية رفيعة في القدس إن وزير السياحة الإسرائيلي ياريف ليفين [الليكود] وأحد كبار مساعدي وزير المال موشيه كحلون [رئيس "كلنا"] عقدا الليلة الماضية اجتماعاً يهدف إلى حل الأزمة الائتلافية التي تفاقمت في نهاية الأسبوع الفائت بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير المال بشأن قضية البث الإسرائيلي العام، وذلك بعد أن تمسك كل منهما بموقفه وأعرب عن استعداده لحل الائتلاف الحكومي وخوض انتخابات مبكرة على هذه الخلفية. كما حمّل كل من الطرفين الطرف الآخر مسؤولية عدم الوفاء بالتفاهمات والاتفاقات الائتلافية المتعلقة بقطاع الاتصالات.
وأعلن نتنياهو مساء أول من أمس (السبت) تخليه عن اتفاقه مع وزير المال بشأن تأسيس هيئة جديدة لتنظيم البث العام لتحل محل سلطة البث القائمة. وكان يقضي هذا الاتفاق بأن يبدأ عمل هيئة البث العام الجديدة في الموعد المقرر يوم 30 نيسان/ أبريل المقبل.
وبرّر نتنياهو تغيير موقفه بمخاوفه من فقدان العاملين في الهيئة التي ينوي وزير المال حلها وظائفهم.
وأضاف نتنياهو في حديث لوزراء من حزب الليكود، إنه قد يقيل الحكومة إذا لم يمتثل كحلون.
في المقابل لم يظهر وزير المال أي مؤشر إلى تراجعه عن موقفه الداعم لإنشاء هيئة بث عامة جديدة وأقل كلفة من سلطة البث القائمة.
وقال كحلون في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أمس (الأحد) تعقيباً على قرار نتنياهو هذا، إنه لا يحتاج إلى أي محاضرات من أحد عن التعاطف، في إشارة إلى مناشدات من موظفين حاليين في سلطة البثّ تطرق إليها نتنياهو ووصفها بأنها تمزق القلب.
وأضاف كحلون أن الدولة ستهتم بهؤلاء الموظفين بأفضل طريقة ممكنة.
ومن المتوقع أن تطرح المعارضة هذا الأسبوع اقتراحاً بحل الكنيست وتقديم موعد الانتخابات.
ورأى عدد من أقطاب المعارضة أن السبب الحقيقي لاستعداد نتنياهو لتقديم الانتخابات ليس قضية سلطة البث وإنما التحقيقات الجنائية الجارية معه بشبهات فساد أو عدم رغبته في دفع المسيرة السلمية قدماً.
وأعلن رئيس الهستدروت [نقابة العمال العامة] آفي نيسانكورن أمس عن نزاع عمل في المرافق العامة تضامناً مع نضال مستخدمي سلطة البث الذين كان من المقرر فصلهم من العمل مع انطلاق هيئة البث الإسرائيلي الجديدة نهاية الشهر المقبل.
ووجه رئيس بلدية القدس نير بركات رسائل إلى رئيس الحكومة ووزير المال والقائم بأعمال وزير الاتصال يدعوهم فيها إلى عدم فصل مستخدمي سلطة البث، وأشار إلى أن غالبية هؤلاء المستخدمين مقدسيون.
واتهمت عضو الكنيست زهافا غالئون رئيسة ميرتس رئيس الحكومة بإساءة معاملة مستخدمي سلطة البث.
وقالت غالئون خلال ندوة ثقافية في مدينة رعنانا [وسط إسرائيل] أول من أمس، إن إظهار نتنياهو التعاطف المزيف مع بعض مستخدمي سلطة البث يشكل قمة في الرياء. وأضافت أن رئيس الحكومة يسعى لاستخدام كل الوسائل بهدف تثبيت السيطرة الكاملة على وسائل الإعلام بغية تخويفها وتركيعها.
وقال عضو الكنيست دافيد بيتان [الليكود] رئيس الائتلاف الحكومي إن احتمال إجراء انتخابات جديدة إذا لم تتوقف التهديدات والتصريحات المنطلقة من بعض أحزاب الائتلاف الحكومي وارد. لكنه في الوقت عينه أكد أن حزب الليكود غير معني بخوض انتخابات جديدة الآن.
وأضاف بيتان خلال ندوة ثقافية عقدت في مدينة حيفا أول من أمس، أن حزب الليكود لن يقبل إملاءات وفرض الرأي من أحد وأشار بالاسم إلى حزبي "كلنا" و"البيت اليهودي".