من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•إن دعوة حاخامين من التيار المركزي في الصهيونية الدينية الشبان والشابات من المتدينيين إلى عدم الانضمام للوحدات القتالية المختلطة في الجيش حتى يتم إجراء ترتيبات للفصل بين الرجال والنساء تطرح السؤال التالي: من يدير الجيش الإسرائيلي؟
•إن الطريقة الصحيحة لبلورة سياسة تتعلق بالقوة البشرية في الجيش، بما في ذلك ترتيبات الخدمة المشتركة بين النساء والرجال، هي من خلال توجيه سياسي من قبل الحكومة وتشريع الكنيست. هذا ما يجري في الديمقراطيات، لكنه لا يجري عندنا. في إسرائيل توجد منذ سنوات ممارسة معيبة، إذ يجري الجيش بصورة عامة مفاوضات بعيداً عن أنظار الجمهور مع الحاخامين الذين يترأسون يشيفوت هَهِسْدير [المدارس الدينية التابعة للتيار الديني الصهيوني]، والمعاهد الدينية للاعداد العسكري. وهؤلاء يشترطون توجيه تلامذتهم نحو الخدمة في الوحدات القتالية بموافقة الجيش على وضع ترتيبات للخدمة العسكرية تتلاءم مع تفسيرات الهلاخاه [الشريعة اليهودية]. وفي كل مرة يتردد الجيش في الاستجابة إلى مطالبهم، يهدد الحاخامون بتوجيه تلامذتهم نحو الخدمة في أطر ليست قتالية في الجيش مثل وحدات حريدية أو وحدات غير قتالية.
•خدم هذا الأسلوب الثيو قراطي حتى الآن بصورة جدية الحاخامين. وأمر الخدمة المشتركة الذي جرت بلورته مؤخراً [القرار الذي أصدره رئيس الأركان السنة الماضية لتنظيم الخدمة المشتركة بين الشبان والشابات، والذي يعفي الجنود المتدينين من القيام بمهمة الحراسة مع جنديات ومن التنقل معهن في المركبات، ومن الخضوع للتدريب على يد نساء. ولا يشمل القرار الجنود الحريديم الذين يخدمون في وحدات مستقلة مخصصة للذكور فقط] أوجد قاعدة للمس بمكانة النساء في الجيش بإسم مبادىء الهلاخاه. لكن هذا الأمر لم يرض الحاخامين، حتى المعتدلين بينهم، وللمرة الأولى تدعو حاخامات نساء الشبان والشابات إلى الامتناع عن الخدمة في وحدات قتالية مختلطة، حتى لو كانت احتياجات الجيش تفرض ذلك.
•لقد أوضح الحاخامون أنهم حتى الآن "لم يجدوا الحلول بشأن كيف يمكن تطبيق الفصل المطلوب". بكلام آخر يقولون: نحن من يجب أن يعطي الجيش الموافقة على أن تطبيق أمر الخدمة المشتركة يتطابق مع تفسيرنا للهلاخاه. وإلى حين صدور هذه الموافقة، سيجري توجيه الشباب الذين يتعلمون في مدارسنا إلى خدمة أخرى، من خلال استخدام تأثيرنا عليهم.
•إن هذه النظرة هي عملياً بمثابة تحدّ لمبادىء السيطرة في الجيش في مجتمع ديمقراطي. لذا يجدر بوزير الدفاع أن يجد وقتاً لقطع هذه الصلة بين الحاخامين وبين الجيش، التي هي أكثر أهمية من خطابات الحاخام لفينشتاين.