رئيس شعبة "أمان" خلال حرب 1967: تعليمات دايان كانت تقضي بعدم دخول البلدة القديمة في القدس وبعدم احتلال كل مناطق الضفة والقطاع وبعدم الوصول إلى قناة السويس
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

كشف أرشيف الجيش الإسرائيلي في وزارة الدفاع أمس (الثلاثاء) النقاب عن مواد وشهادات جديدة تتعلق بعملية اتخاذ القرارات عشية وأثناء حرب الأيام الستة [حرب حزيران/ يونيو 1967].

وجاء هذا الكشف على أعتاب ذكرى مرور 50 عاماً على اندلاع تلك الحرب التي أسفرت عن احتلال مناطق يهودا والسامرة [الضفة الغربية] وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان.

وبرزت من بين المواد التي تم كشف النقاب عنها شهادة رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية ["أمان"] في حينه اللواء أهارون ياريف، التي أدلى بها أمام وحدة التاريخ التابعة للجيش بعد 3 سنوات من انتهاء تلك الحرب.

ووفقاً لهذه الشهادة كان الجيش الإسرائيلي مستعداً للحرب في أيار/ مايو 1967، ولم تكن هناك قرارات تقضي بدخول القدس الشرقية واحتلال مناطق الضفة الغربية حتى نهر الأردن. كذلك لم تكن هناك قرارات تقضي بالوصول إلى قناة السويس واحتلال الجولان وقطاع غزة. 

وتؤكد الشهادة أن التطورات الميدانية هي التي قادت في هذا الاتجاه.

ويشير ياريف إلى أنه كانت لدى إسرائيل معلومات استخباراتية تفيد أن مصر تنوي عزل النقب عن شمال إسرائيل وإدخال قوات كوماندوس خاصة إليه، وفي ضوء ذلك أدركت إسرائيل أن عليها أن تبادر هي إلى شنّ الحرب.

ولا يشير ياريف إلى الأسباب التي أدّت إلى تغيير القرار المتعلق بعدم احتلال كل الضفة الغربية حتى نهر الأردن. 

ورداً على سؤال بشأن سبب قرار عدم احتلال البلدة القديمة في القدس، قال ياريف إن تعليمات وزير الدفاع الإسرائيلي في حينه موشيه دايان كانت تقضي بعدم الدخول إلى البلدة القديمة واحتلالها وإنما تطويقها فقط نظراً إلى أنها تحوي أماكن مقدسة ويمكن أن يتسبّب احتلالها بمشكلة مع العالم كله. 

وأعرب ياريف عن اعتقاده بأن التغيير في هذا الموقف نجم عن التطورات الميدانية. 

كما أن التطورات الميدانية في الجبهة الشمالية هي التي حسمت الأمور باتجاه احتلال هضبة الجولان السورية. وبحسب ياريف اعترض دايان أيضاً على احتلال الجولان لثلاثة أسباب لخصها بقوله "الروس والأمم المتحدة والخسائر"، لكنه عاد وغيّر رأيه في وقت لاحق.

كما قضت التعليمات التي أصدرها دايان بشأن الحرب في الجبهة الجنوبية بعدم الوصول إلى قناة السويس والتوقف قبل الوصول إليها، من دون أن يشرح أسباب ذلك. وأشار ياريف إلى أنه كانت هناك تعليمات بعدم الدخول إلى قطاع غزة لكونه "عشّ دبابير".

وبموجب شهادة ياريف جرت يوم 12 حزيران/ يونيو 1967، أي بعد يومين من انتهاء الحرب واحتلال إسرائيل ما يعادل 3 أضعاف مساحتها، مباحثات في ديوان وزير الدفاع دايان تناولت كيفية تنظيم الأمور في تلك المناطق [المحتلة].

 

وقال ياريف إن دايان رغب بأن يتولى الجيش إدارة كل الأمور. وأضاف أن المبادئ الأساسية الرئيسية التي تم اعتمادها هي زيادة مساحة الدولة، وضمان مكانة القدس اليهودية، وحماية مصادر المياه. وأضاف أنه جرى حديث عن مبدأ آخر هو سلام ومفاوضات مباشرة، لكنه في الوقت عينه شدّد على أن ذلك كان مجرّد خدعة وليس هدفاً بحدّ ذاته.