•مرتان خلال السنة الماضية استدعى رئيس الأركان غادي أيزنكوت الجيولوجي والعقيد (احتياط) يوسي لنغوتكسي، للتشاور معه في مسألة الأنفاق. قبل 12 عاماً شغل لنغوتسكي (83 عاماً) منصب مستشار رئيس الأركان آنذاك موشيه يعلون في موضوع محاربة تهديد الأنفاق.
•لنغوتسكي معروف في الجيش جيداً، وهو حذر منذ أكثر من عشر سنوات المستويات السياسية والعسكرية من خطر ما يجري تحت الأرض في الجنوب. والسيناريوات التي رسمها، مثل خطف جنود ومحاولات خطف جنود، وعمليات هجومية تقوم بها "حماس" بواسطة الأنفاق - تحققت.
•أيضاً أيزنكوت اعتقد أنه من المفيد الاستماع إليه. وسمع رئيس الأركان كما هو متوقع منه أقوالاً عن الجنوب وأيضاً عن الشمال. ويعتقد لنغوتسكي أن ما هو مطلوب اليوم هو تحويل الأنظار في الاتجاه المعاكس، أي نحو حدود لبنان.
•يقول لنغوتكسي: "إن تهديد الأنفاق من هذه الحدود لا يقل خطورة عن التهديد من الجنوب. وببساطة، من غير الممكن عدم وجود أنفاق هناك. هذا أمر من السهل تنفيذه نسبياً. وهو يشكل أداة محتملة يستطيع العدو بواسطتها الاحتفاظ بعنصر المفاجأة. صحيح أنها أداة لا يمكن أن تحقق الانتصار في الحرب، لكنها قادرة على إحداث فوضى جدية لدينا، ويعلم حزب الله أننا حتى هذه اللحظة لم نتوصل إلى حلول مناسبة في الجنوب، لذا لا يوجد أي سبب يجعله لا يحاول تحدينا بواسطة الأنفاق في الشمال".
•يتحدث لنغوتكسي وخبراء آخرون عن "قدرات موجودة ومؤكدة للحزب في حفر الأنفاق في مناطق - تشبه من الناحية الجيولوجية وتتطابق مع تضاريس الأرض في الحدود بيننا وبين لبنان. وهم يذكّرون بأنه "على ما يبدو حفر حزب الله واستخدم أنفاقاً على الحدود مع سورية، كما حفر شبكة أنفاق في جنوب لبنان أيضاً كجزء من منظومة قتالية ضد إسرائيل". ومنذ حرب لبنان الثانية حسّن حزب الله شبكة أنفاقه القتالية في المناطق المفتوحة وفي القرى الشيعية في جنوب لبنان. والتقدير اليوم هو أن الحرب المقبلة مع الحزب ستكون مصحوبة بهجوم بالصواريخ وقذائف المدفعية على الجبهة الخلفية في إسرائيل حيث من المتوقع سقوط أكثر من 1000 رأس متفجر يومياً عليها، ومصحوبة بمحاولة حزب الله نقل جزء من القتال إلى أرض إسرائيل، واحتلالها، وأيضاً السيطرة على مواقع في قلب مستوطنات، وضرب شريان المواصلات في الشمال، وحتى خطف رهائن.
•يتحدث نصر الله منذ أكثر من سبع سنوات عن "احتلال الجليل". ففي نظره بضع "صور انتصار" - ولو موقتة - لمقاتلي حزب الله داخل الأراضي الإسرائيلية كافية بالتأكيد. فهل نفق أو أنفاق هي السبيل الذي سيحاول بواسطته حزب الله تحقيق هذا الهدف؟
•ليس هناك جواب قاطع لدى أحد في الجيش الإسرائيلي، ولا لدى الهيئات الاستشارية للجيش في هذه المسألة. ويجب أن تكون فرضية عمل الجيش الإسرائيلي أنه توجد أنفاق على الرغم من عدم وجود معلومات أو إثباتات على وجودها.
•الحفريات التجريبية التي قام بها الجيش بعد شكوى لسكان من الحدود الشمالية عن سماعهم ضجيج حفر، لم تؤد إلى العثور على شيء. وقد جرت هذه الحفريات مثلاً في منطقة مستوطنة زرعيت. وأشار السكان إلى مبان "غير مفهومة" أقيمت على بعد نحو 500 متر من خط الحدود، وشكّوا بأنها مخارج أنفاق تمتد إلى داخل أراضي إسرائيل.
•وسُجلت شكاوى مشابهة للسكان في مستوطنة مرغليت، وفي كريات شمونة، وفي منطقة جسر زيف. وفي جميع هذه الحالات تحدث السكان عن أصوات غير واضحة ومثيرة للشك ولا سيما في الليل، وعن إحساسهم بأن هناك من يحفر أنفاقاً تحت أقدامهم. وفي جميع هذه الحالات لم يعثر على شيء.
•من يعالج ويدرس هذه الشكاوى هو مدير أبحاث وتطوير وسائل القتال والبنى التكنولوجية التابعة لوزارة الدفاع. وطالب المدير مشاركة جيولوجيين من بضع جامعات في إسرائيل. ويعمل خبراء منذ سنوات على محاولة العثور على المنظومة التي تسمح لإسرائيل بالعثور مسبقاً على أنفاق هجومية، سواء في الجنوب أو في الشمال.
•يقول يفتاح شابير، المسؤول عن مشروع الميزان العسكري في الشرق الأوسط في معهد دراسات الأمن القومي، إن احتمال أن يكون حزب الله حفر أنفاقاً ليس في جانبه فحسب، بل وأيضاً تحت الحدود هو احتمال "معقول". صحيح أن الجيش فحص ولم يجد حتى اليوم دليلاً على ذلك، لكن هذا الاحتمال موجود على الدوام.