•في نهاية الأسبوع بدأت حملة ترهيب عبر لافتات حملت كلمات بسيطة استندت إلى وقائع غير صحيحة. في هذه اللافتات برزت عبارة باللغة العربية تقول: "قريباً سنكون الأغلبية". وبخلاف الانطباع الأولي، بأن الحملة تقوم بها حركة"حماس" أو منظمة التحرير الفلسطينية، يتضح أن هذه رسالة موجهة من حركة "قادة من أجل أمن إسرائيل". وقد أوضح داني ياتوم في وسائل الإعلام أن هذه الحملة تهدف إلى "إيقاظ الوعي بأنه إذا لم ننفصل عن الفلسطينيين في وقت قريب، فإنهم سيصبحون الأكثرية بين نهر الأردن والبحر [الأبيض المتوسط]، وإسرائيل نفسها لن تبقى دولة يهودية وديمقراطية".
•استندت الحملة إلى مجموعة من الأكاذيب من صنع مكتب الإحصاء الفلسطيني يمكن الرد عليها بالمثل العربي "في المشمش" [أي أن هذا لن يحدث أبداً]. إن الميزان الديمغرافي الذي يحاول بواسطته ياتوم وزملاؤه إثارة خوف الجمهور الإسرائيلي، هو تحديداً لمصلحة اليهود وضد العرب. ثمة أشخاص حذروا في الماضي من تحولنا إلى أقلية في أرضنا. في سنة 1898 عارض شمعون دوفنوف [كاتب ومؤرخ روسي الأصل 1860-1941] رؤيا هرتسل في إقامة دولة بحجة أنه حتى سنة 2000 لن يكون هناك في البلد أكثر من نصف مليون يهودي. وحتى بن غوريون وقف ضد جبهة من الخبراء على رأسهم روبرت باكي [1909-1995، وهو خبير ديمغرافي من أصل إيطالي مؤسس مكتب الإحصاء المركزي]، حذروا من إعلان الدولة بحجة أنه في مطلع الستينيات ستكون هناك أغلبية عربية في إسرائيل.
•ونظراً إلى أن أرقام 2016 ليست أرقاماً متفقاً عليها بعد، سنتناول أرقام نهاية 2015 التي تشير إلى أنه يعيش في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] 1.750.000 فلسطيني، وثمة عدد مساو من العرب يعيشون داخل الخط الأخضر، أي ما مجموعه 3.500.000 مع نحو 6.700.000 يهودي. وهذه أغلبية واضحة توازي الثلثين ترجح كفة اليهود. وفي موازاة ذلك، في هذه السنة أصبح معدل الزيادة الطبيعية لليهود في أرض إسرائيل الغربية مساوياً للزيادة لدى العرب كلهم في الخط الأخضر وفي يهودا والسامرة في آن معاً. ونحن نشهد عملية تراجع في الزيادة الطبيعية وسط العرب ليس في أرض إسرائيل فقط، بل في أغلب الدول الإسلامية أيضاً، مع ظاهرة غير معهودة تتمثل في النمو المستمر لمعدل الزيادة الطبيعية وسط السكان اليهود في أرض إسرائيل، وخصوصاً وسط السكان العلمانيين.
•إن واقع الوضع الديمغرافي هو بخلاف ما يحذّر منه ياتوم وزملاؤه. فقد تحولت الوجهة منذ أكثر من سنة بحيث إن الأغلبية اليهودية هي قيد التزايد حتى لو لم نأخذ الهجرة في الحسبان، لا بل إن ميزان الهجرة يعزز الأغلبية اليهودية. وبالإضافة إلى ذلك يفوق عدد المغادرين ليهودا والسامرة من العرب 15.000 شخص على عدد الداخلين إليها، بينما في إسرائيل يدخل إلى إسرائيل 20.000 يهودي أكثر من الذين ينزحون عنها.
•لقد نجحت منظمة التحرير بواسطة حربها النفسية في ردع سكان إسرائيل من خلال نشر الأكاذيب عن أرقام غير حقيقية لعدد سكان يهودا والسامرة من العرب. ومما يثير الغضب رؤية أشخاص طيبين خدموا في مؤسسات حيوية في الماضي، يستخدمون أرقام منظمة التحرير ويُستعملون كبوق في هذه الحرب النفسية ضدنا، ويعطون لهذه الأكاذيب صدقية غير صحيحة. ويبدو أن هذا يحدث لأسباب سياسية فقط.
صورة للافتة في إحدى المدن الإسرائيلية