من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•بنيامين نتنياهو ليس شخصاً فاسداً. وهو حتى اليوم دخيل على أقطاب رأس المال المحليين. لم نشاهده قط في استقبالات وكوكتيلات النخب. لقد ورث هذا السلوك عن والده الذي كان طوال حياته زاهداً. لكن كما قال المؤرخ البريطاني لورد أكتون: "القوة مفسدة، والقوة المطلقة تفسد حتماً". لذلك، ومع مرور 11 عاماً على وجود نتنياهو في السلطة كان لا بد وأن يؤدي ذلك حتماً إلى أفعال تلامس الفساد.
•هذه طبيعة الإنسان. في البداية لا تأخذ لنفسك شيئاً فقد جئت من أجل خدمة الناس وكل هدفك هو مصلحة مواطني إسرائيل. لكن مع مرور الوقت تشاهد من حولك جميع "الأقزام" و"الحمقى" و"التافهين" يجمعون مالاً طائلاً، بينما تبقى أنت مع مبلغ 48 ألف شيكل شهرياً (20 ألف صافية) ويصيبك الجنون. كيف يمكن أن يصبح هؤلاء من أصحاب الملايين وتبقى أنت وراءهم؟ وفهمهم للعالم أقل من فهمك له بكثير.
•بعد انسحاب نتنياهو الموقت من السياسة في العام 1999، توجه عدد كبير من رجال الأعمال إليه وشجعوه على القيام بأعمال معهم في شتى أنحاء العالم. ووعدوه بالشمس والقمر. وكانوا يعرفون أنه ليس هناك كثيرون يفهمون في الاقتصاد العالمي ولديهم علاقات شخصية مثله في شتى أنحاء العالم، إضافة إلى معرفة أمنية واسعة. لكن فيروس السياسة لم يضمحل، وعاد نتنياهو إلى الحياة السياسية في العام 2002 كوزير للخارجية في حكومة أريئيل شارون، ثم كوزير للمال، ولكنه كان يشعر دائماً بأنه يحصل على أقل بكثير مقابل ما يساويه.
•لهذا السبب، عندما يقدم رجل أعمال لنتنياهو هدية: سيجار فاخر، وشامبانيا، ووجبات فاخرة، فإن هذا في نظره بمثابة نزر قليل لا يذكر بالمقارنة مع ما يشعر بأنه يساويه. وإذا كان هناك من دفع له ولعائلته كلفة عطلٍ وفنادق فاخرة في العالم، فإن هذا في نظره نزر قليل بالمقارنة مع المساهمة التي قدمها لهم من خلال تحليلاته العالمية بشأن الصناعة التكنولوجية والعلم والسايبر. وهكذا مرت السنون، وبدأ نتنياهو في المزج بين مصلحته الشخصية ومصلحة الدولة. وأصبحت الدولة هي أنا.
•ويشار هنا إلى حكمة الأميركيين، إذ جعلوا ولاية الرئيس لمرتين فقط. ثماني سنوات هذا كل شيء. وفي الولاية الثانية، عندما يدرك الرئيس أنه ليس هناك ولاية ثالثة، يبدأ في تخصيص كل وقته لإصلاحات وتغييرات بنيوية من أجل مصلحة الدولة ولا يهتم بتاتاً بانتخابه من جديد.
•في المقابل، ليس لدينا ما يحدد ولاية رئيس الحكومة، فهو يمكن أن يُنتخب مرات ومرات إلى ما لا نهاية، ويعتبر عدم انتخابه فشلاً وحتى إقصاء. لذلك، فمنذ اللحظة التي يُنتخب فيها يبدأ في إدارة معركته الانتخابية المقبلة، وهذا هو السبب الذي جعل الإعلام مهماً جداً بالنسبة إلى نتنياهو، وهذا ما جعل نوني موزس في نظره الشيطان الذي يريد إطاحته. وهكذا تورط بالاجتماع مع موزس في أيلول/سبتمبر 2014، وبإجراء الصفقة المشبوهة التي في إطارها تخفف "يديعوت أحرونوت" انتقاداتها الموجهة ضده، مقابل تقليص المنافسة مع صحيفة "يسرائيل هيوم" [الموالية لنتنياهو، والتي توزع مجاناً].
•لقد أدت رغبة نتنياهو في أن يعاد انتخابه إلى ما لا نهاية، إلى تناسيه وجهة نظره الديمقراطية وتأييده لسلطة القانون. ولهذا السبب أصدر بياناً يؤيد فيه منح العفو عن أليؤر أزاريا حتى لو كان هذا يتعارض مع مبادئه. وعندما ينحو الرأي العام نحو اليمين، ويطارده نفتالي بينت باستمرار، ويهدد يائير لبيد منصبه، فإن نتنياهو ينسى مبادئه ويسير مع الرأي العام.
•إن حل هذا الوضع هو تعديل أسلوب الحكم الإسرائيلي بحيث تحدد مدة ولاية رئيس الحكومة بثماني سنوات من دون أي يوم إضافي.
•في هذه الأثناء يمكن أن نقدم إلى نتنياهو نصيحة مجانية: قدم استقالتك.
•إن القضايا تتراكم من حولك من قضية عمدي [اتهام عائلة نتنياهو بدفع مال من أموال الدولة للمقاول أفنر عمدي سنة 1999]، مروراً بقضية الهدايا وصولاً إلى ميلشتيان وموزس. وشكل هذا كله كتلة من الصعب السيطرة عليها. عليك أن ترحل. 11 سنة أكثر من كافية في دولة ديمقراطية، وتذكّر: قوة مطلقة تفسد حتماً.