•يشير التقرير السنوي الصادر عن معهد أبحاث الأمن القومي (INSS) إلى تعاظم قوة حزب الله، الذي أصبح متقدماً في سلم التهديدات على الخطر الإيراني. في السنة الماضية احتلت إيران المركز الأول، في حين بدا حزب الله الذي ينزف في سورية مرتدعاً من إسرائيل.
•حدثت الدراما الكبيرة خلال السنة الماضية عندما شاهدوا في المؤسسة الأمنية وفي الجيش الإسرائيلي من وراء السياج كيف نجا نصر الله من الوحل السوري، وكيف يواصل نقل كميات كبيرة من السلاح من إيران إلى مخازنه في لبنان، ويتزود بسلاح كاسر للتوازن. وللمرة الأولى منذ تعاظم قوة حزب الله، ترى فيه إسرائيل تهديداً حقيقياً.
•منذ وقت طويل توقفوا عن تعداد كميات الصواريخ التي لم تضبط، وانتقلوا إلى تصنيفها بحسب النوعية. والنتائج يجب أن تقلق الجميع كثيراً في إسرائيل.
•يمتلك حزب الله حالياً سلاحاً دقيقاً يستطيع أن يصل إلى كل نقطة موجودة في خريطة دولة إسرائيل. ويملك قدرات تردع سلاح الجو الإسرائيلي، مع طائرات الشبح التي لديه، وسلاح البحر مع سفنه الصاروخية، وسلاح البر مع كل التحسينات في التنسيق التي يتباهى بها الجيش الإسرائيلي.
•وبينما تعلم الجيش الإسرائيلي أخيراً التحدث بلغة واحدة في جميع أسلحته، راكم حزب الله الذي يقاتل في سورية تجربة عملياتية لا يملكها حتى أفضل مقاتلي الجيش النظامي الإسرائيلي. إن آخر الجنود النظاميين في الجيش الإسرائيلي من الذي شاركوا في القتال سيسرّح من الجيش خلال هذه الأيام، وفي المقابل هناك آلاف المقاتلين الذين يحتفظ بهم حزب الله على الحدود اللبنانية – السورية.
•ومع ذلك، لا يزال بإمكان الجيش الإسرائيلي أن يهزم حزب الله خلال أيام معدودة فقط، إذا كان الشخص الذي يعطي الأوامر بالقتال يملك القدر الكافي من الشجاعة كي يسمح للجيش بأن ينتصر. لكن الثمن سيشمل آلاف القتلى الأبرياء في لبنان. ومن دون ذلك ستنجر إسرائيل إلى مواجهة ستؤدي إلى سقوط مئات الخسائر لديها، وإلى نزوح ثلث البلد، وإلى حرب تهدد وجودها فعلاً للمرة الأولى منذ 44 عاماً.
•ثمة أمران مهمان يجب على الجمهور أن يأخذهما في حسابه: الأول- الجيش الإسرائيلي مستعد للأسوأ ويريد إبعاد المواجهة قدر الإمكان. الأمر الثاني- راديو ترانزيستور مع بطاريات ليس التوصية الأفضل التي ستحصلون عليها، من قيادة الجبهة الداخلية.
•وإذا كان هذا هو الأمر الوحيد الذي سيصمد هنا، فحاولوا أن تتخيلوا ماذا سيحدث عندما سينهار كل شيء. إن المشكلة الأساسية التي تعانيها المؤسسة الأمنية هي تقليص الفجوة بين الرأي العام الذي يعتقد أن حزب الله لا شيء، وبين والواقع.