من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•اضطر وزير التعليم نفتالي بينت هذا الأسبوع إلى مواجهة نتائج البحث الذي أجراه "مؤشر تيمس الدولي" (TIMSS) [لقياس تحصيل تلامذة المدارس] الذي أظهر أن التصنيف الدولي لمستوى تلامذة صفوف الثامن في إسرائيل في الرياضيات والعلوم قد انخفض. وحاول مسؤولون في وزارة التعليم أن يوضحوا "عدم حدوث تغيير بارز بالمقارنة مع سنة 2011"، لكنهم بالتأكيد هم أيضاً قرأوا النتائج وفهموا أن المشكلة المركزية لا تتعلق بوضع إسرائيل بالمقارنة مع العالم، بل تحديداً بوضع إسرائيل بالمقارنة مع نفسها.
•يُكثر وزير التعليم من الكلام عن أهمية تعليم الرياضيات. وفي حزيران/يونيو الماضي تباهى بأن عدد التلامذة الذين تقدموا لامتحانات الشهادة الثانوية [البغروت] في الوحدات الخمس ارتفع بمقدار 6000. لكن فحصاً معمقاً للنتائج التي توصل إليها بحث "تيمس" يظهر أن التفوق في الرياضيات في إسرائيل هو مسألة جغرافية، وللمزيد من الدقة: مسألة اجتماعية - اقتصادية. ففي الوقت الذي ارتفعت نتائج التلامذة الذين ينتمون إلى مستوى اجتماعي اقتصادي مرتفع، تراجعت نتائج تلامذة العائلات الفقيرة واختفت عن الرادار.
•الأرقام واضحة: ففي الرياضيات تأتي إسرائيل في المرتبة الثالثة بالنسبة لعمق الهوّة التي تفصل بين التلامذة الأغنياء وأولئك الذين يأتون من مناطق فقيرة (يأتي قبل إسرائيل تركيا وقطر)؛ وفي العلوم تأتي إسرائيل في المرتبة التاسعة (الأسوأ منها مصر وقطر والبحرين واتحاد الإمارات العربية). والمغزى واضح: إذا كانت لديك الوسائل الاقتصادية والقدرة على الانتساب إلى مؤسسات تعليمية رفيعة المستوى، فإن وضعك جيد تعليمياً؛ أما إذا لم تكن تملك مالاً وكنت تعيش في الضواحي- فإن الرادر الإسرائيلي على الأرجح لن يعثر عليك.
•لقد تحدث بينت قبل بضعة أشهر عن أهمية الدراسات اليهودية؛ وخلال موجة الحرائق في الأسبوع الماضي نقل عنه قوله على تويتر: "وحده من لا ينتمي إلى هذا البلد قادر على حرقه". وفي الحقيقة، فإن سياسة التمييز حيال المواطنين العرب في إسرائيل تبرز جيداً في بحث "تيمس": 55% من التلامذة العرب يتأرجحون بين "دون المستوى" ومستوى أقل بكثير.
•في إمكان وزير التعليم مواصلة تشجيع التلامذة الأغنياء من خلال حملاته البراقة التي تبدو دائماً جيدة على التلفزيون وعلى لوحات الإعلانات. كما يمكنه التباهي بالإحصاءات الجزئية وبنتائج التلامذة المتفوقين. لكن في النهاية ستظهر الحقيقة، فالدولة التي تترك الفقراء والمحتاجين متأخرين ستبقى هي أيضاً متأخرة.