الدافع للهجوم: عودة سورية الى إنتاج صواريخ لحزب الله
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

– الموقع الإلكتروني
المؤلف

•منذ وقت طويل لم يُنسب لإسرائيل هجوم في سورية لأن هذه الأخيرة لم تنقل منذ وقت صواريخ نوعية خاصة إلى حزب الله. والسبب أن مصنع إنتاج هذا السلاح في السفيرة التابع للجيش السوري، كان خلال عامين في قبضة تنظيم داعش وجرى احتلاله مؤخراً من [قبل الجيش السوري]. ويدل استخدام طريق دمشق- بيروت من أجل نقل السلاح على أن شحنة السلاح كانت كبيرة بصورة خاصة.

•وبالاستناد إلى جميع المؤشرات وقع فعلاً هذه الليلة (الأربعاء) هجوم إسرائيلي على موقعين غربي دمشق. الأول استهدف مخازن للسلاح تابعة للواء 38 في الفرقة الرابعة للجيش السوري. والثاني وقع على طريق دمشق- بيروت داخل أراضي سورية. والفرقة الرابعة هي من وحدات النخبة في الجيش السوري، وهي في الواقع أكبر وحدة عسكرية للجيش السوري لا تزال حالياً لائقة للقتال.

•إن قائد الفرقة [الرابعة] هو شقيق الرئيس بشار الأسد- ماهر الأسد. فإذا كان قد جرى فعلاً تهريب وسائل قتالية من سورية إلى حزب الله في لبنان، كما تزعم وسائل الإعلام العربية وشبكات التواصل الاجتماعي، فمن المعقول أن يكون هذا السلاح قد خُزن في البداية قبل نقله إلى حزب الله في مخازن الفرقة الرابعة الموجودة في منطقة دمشق، ومن هناك خرجت القافلة. الهدف الثاني الذي هوجم كان على طريق دمشق- بيروت داخل أراضي سورية، ويبدو أن هذه القافلة كانت تهدف إلى اجتياز الحدود السورية - اللبنانية عبر الطريق السريع.

•إن حقيقية استخدام طريق دمشق- بيروت السريع والواسع كسبيل لنقل السلاح يدل على أن الشحنة كانت كبيرة وتضمنت صواريخ أرض- أرض ضخمة. ومن المعلوم أن حزب الله يملك ترسانة كبيرة جداً من الصواريخ- نحو 130 ألف صاروخ وقذيفة ذات مدى قصير ومتوسط وبعيد- لكن الأغلبية الساحقة من الصواريخ التي لديه ليست دقيقة. وهو بحاجة إلى صواريخ يحصل عليها مباشرة من إيران تكون أكثر دقة وقادرة على تدمير منشآت حيوية عسكرية ومدنية في معظم أراضي دولة إسرائيل.

•منذ وقت طويل لم تقع مثل هذه الهجمات التي تنسب إلى سلاح الجو الإسرائيلي. ويدعي خبراء عسكريون في شتى أنحاء العالم أن السبب لذلك هو نشر الروس بطاريات صواريخ مضادة للطائرات ذات مدى بعيد من طراز SA-300 وSA- 400 قادرة على إصابة طائرات سلاح الجو داخل أراضي إسرائيل أو في أجواء لبنان أو فوق البحر الأبيض المتوسط. ويستند هؤلاء الخبراء في ادعائهم الى أن سلاح الجو [الإسرائيلي] يتردد في القيام بهجمات داخل أراضي سورية لأنه لا يرغب بالدخول في مواجهة مع الروس، أو لأن الأسد يحظى بدعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

•في السابق جرت حادثة أطلقت فيها بطاريات الصواريخ السورية النار على طائرات سلاحنا الجوي، كما كانت هناك حادثة أخرى تحدثت فيها تقارير أجنبية عن إطلاق نيران روسية مماثلة. لكن من المحتمل جداً ان إسرائيل لم تقم بهجمات في سورية لأن السوريين لم ينقلوا منذ وقت طويل صواريخ نوعية إلى حزب الله، والسبب هو أن مصنع تصنيع السلاح في السفيرة كان طوال عامين واقعاً تحت سيطرة داعش. 

•في الفترة الأخيرة نجح الجيش السوري في استرجاع المصنع من جديد، وهذا أمر فيه بالتأكيد ما يجيز افتراض أن السوريين عادوا إلى تصنيع الصورايخ التي تنقل إلى حزب الله. ويتعين علينا أن نذكّر باحتمال أن تكون إيران نقلت شحنة سلاح إلى حزب الله عن طريق مطار دمشق كما فعلت سابقاً، وكانت في طريقها هناك إلى لبنان ، وعندئذ فإن من مصلحة إسرائيل مهاجمة هذه الشحنة، وذلك وفقاً لمصادر أجنبية.

•ويجب التذكير بأنه قد نسب في الماضي إلى إسرائيل تنفيذ هجمات ضد شحنات كانت تنقل سلاحاً نوعياً بصفة خاصة من سورية إلى لبنان. وفي حالات معينة قيل إنها صواريخ أرض- أرض من طراز متطور ودقيق ستحل محل صواريخ قديمة أو تنضم إلى ترسانة حزب الله الصاروخية التي يقدر عددها ببضعة عشرات الآلاف من الصواريخ الدقيقة ذات المدى المتوسط والبعيد، بما فيها صواريخ سكود 7 التي بإمكانها الوصول إلى جميع أنحاء إسرائيل.

•وقيل في حالات معينة إن شحنات هاجمها سلاح الجو الإسرائيلي كانت صواريخ ومضادات للطائرات أراد أن يحصل عليها حزب الله من سورية كي يكون قادراً على الرد على هجمات سلاح الجو الإسرائيلي عند وقوع الحرب. والمقصود بصورة عامة بطاريات صواريخ متحركة وصغيرة من أنواع مختلفة من الصعب تحديد مكانها استخباراتياً، و هي قادرة على تغيير مكانها خلال ساعة أو أقل، لذا فإنه من الصعب إصابتها.

•وثمة نوع آخر من الصواريخ هو صاروخ أرض– بحر من نوع "ياخونت" من صنع روسي يصل مداه إلى نحو 300 كيلومتر، وينوي حزب الله استخدامه ضد سفن سلاح البحر الإسرائيلي. حتى الآن منع الروس وصول هذه الصواريخ إلى حزب الله، لكن من المحتمل أن تحاول سورية الآن تهريب عدد منها سراً إلى حزب الله. وثمة احتمال آخر مع أنه أقل معقولية، هو أن يحاول الجيش السوري نقل سلاح كيميائي إلى الحزب، لكن كما قلنا فإن هذا احتمال غير معقول.

•مصدر هذه الصواريخ يمكن أن يكون سورية أو إيران. قبل بضعة أسابيع تفاخر مستشار رفيع للمرشد الروحي في إيران علي خامنئي بأن بلاده تموّل تصنيع صواريخ في مصانع موجودة في شمال سورية كي يزود نظام الأسد حزب الله بها.

•ويمكن افتراض أن ما قصده المستشار هو صواريخ من نوع S-600 أو ربما يكون قد قصد أنواعاً أكثر دقة هي تقليد لصواريخ "الفاتح 111" التي تنتجها إيران نفسها ويمكنها أن تصل إلى بعد مئات الكيلومترات. وتنتج سورية في مصنع الصواريخ في السفيرة الواقع شرقي حلب هذه الصواريخ بالإضافة إلى صواريخ "سكود D" التي يبلغ مداها 700 كيلومتر، وتبلغ زنة رأسها الحربي قرابة الطن من المواد الناسفة.

•يمكن تفسير ما يُنسب إلى إسرائيل على أنه إدارة حرب ضد تعاظم قوة حزب الله من وراء الكواليس وبسرية مطلقة. هذه حرب بين الحروب، هذا هو اسم المعركة التي يحاول الجيش الإسرائيلي خوضها، بل ويخوضها – تقريباً من دون أن يترك بصمات. وإذا كان سلاح الجو الإسرائيلي هاجم بالفعل علناً هذه الليلة أهدافاً في سورية- فإن هذا يشير إلى أن الهدف هو سلاح نوعي بصفة خاصة.

•ترفض مصادر عسكرية وسياسية في إسرائيل إقرار أو تكذيب ما نُسب إليها، على أمل ألا يتطرق النظام السوري- الذي لا يرغب في أن يكون محرَجاً- إلى الحادث ولا يرد. لكن على الرغم من ذلك فقد تحدثت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن وقوع هجوم من هذا النوع.

•في الفترة الأخيرة ازدادت ثقة الرئيس السوري بنفسه خاصة بعد نجاحاته في مدينة حلب بمساعدة الروس وحزب الله، وبسبب هذه الثقة المتزايدة بالنفس يمكن أن يرد. وإذا كان سلاح الجو الإسرائيلي هو فعلاً من نفذ الهجوم، فيبدو أن شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي وهيئة الأركان العامة أجرتا تقديراً للوضع وتوصلتا إلى خلاصة مفادها أن الروس لن يتدخلوا وأن الأسد يضاً لن يرد.