الولايات المتحدة - إسرائيل: يجب عودة العلاقات إلى مسارها الصحيح
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

•ما الذي لم يكتب بعد عن الانتخابات التي تجري في هذه الساعات في الولايات المتحدة؟ قد يخيّل للمراقبين من الخارج أن هذه الانتخابات تجاوزت حدود الذوق السليم، أما بالنسبة لنا فهي تذكرنا بالانتخابات في إسرائيل. وراء هذا كله وبغض النظر عمن سيُنتخَب، فإن إسرائيل تستحق صلات وعلاقات مع الولايات المتحدة تعكس تاريخاً له مصادر متشابهة إلى حد التطابق مع تغيرات غير قليلة.

•بخلاف مطلق مع الطريقة التي يتعامل بها ممثلو البيت الأبيض، وبصورة خاصة وزارة الخارجية الأميركية، مع إسرائيل، فإن دعم 70% من الجمهور [الأميركي] يدل على علاقة خاصة مع دولة صغيرة جغرافياً، لكن قوية في مجالات كثيرة أخرى. إن نظرة المواطن الأميركي إلى إسرائيل ليست مرتبطة فقط بالجانب الدبلوماسي - السياسي الضيق بالنسبة إليه، بل ترتبط أيضاً بالصلة التاريخية العميقة التي تعود إلى زمن الآباء المؤسسين [للولايات المتحدة]؛ الأسس المتينة للتكون الروحي المرتبط بحرية الإنسان، بالوصايا العشر، وبالأرض الموعودة.

•لقد تعمقت قليلاً في تاريخ العلاقة بين الدولتين ووجدت أنه منذ حرب سيناء [العدوان الثلاثي 1956] بدأ التقارب مع أنه كان على أسس مصلحية. ورويداً رويداً وبشكل تدريجي، ظهرت قوة إسرائيل العسكرية والاستراتيجية، إلى حد أنه بدلاً من تقديم قروض بنحو 40 مليون دولار في المتوسط سنوياً، أُعطيت إسرائيل أموالاً لقاء معلومات استخباراتية كثيرة، ولقاء كونها نوعاً من حاملة طائرات برية. وعلى الرغم من المعارضة المنهجية للبيت الأبيض (بمساعدة كثيفة ومخيبة جداً من جانب اليهود)، تحولت العلاقات إلى تحالفات دفاعية مرة تلو الأخرى.

•ويظهر تحليل إضافي أنه حتى عندما حاول رئيس الولايات المتحدة انتهاج خط متشدد حيال إسرائيل، خاصة في كل ما يتعلق بالدول العربية، فإن العلاقات الاقتصادية والأمنية تغلبت بقوتها المستقرة وحجمها، على وجهة نظر ثبت خطؤها  لكل من الرؤساء روزفلت، وكارتر، وبوش الأب، وكذلك أوباما. إن الرؤساء يتغيرون ولا يمكن تجاهل قوتهم، لكن هناك من يبالغ في هذه القوة عن قصد. 

•ليس سراً أن العلاقات الرسمية فترت من جراء علاقة أوباما الاستعلائية حيال نتنياهو شخصياً. وحتى عندما أصبح واضحاً للكثيرين أن سلوك الرئيس تسبب بفوضى دموية ومعاناة في الشرق الأوسط، فإن أوباما شخصياً ما يزال يؤمن بأن دربه مفروش بالأزهار وأن الحق المطلق إلى جانبه. ومن هنا يتعيّن علينا بذل جهود من أجل العودة إلى علاقات بين دولتين حليفتين وليس إلى علاقة دون دولة خاضعة للوصاية.

 

•فليُنتخب من يُنتخب، بشرط توضيح حقيقة قوة الرئيس وقوة مجلسي الكونغرس أكثر فأكثر، لأن الأهمية التي يمنحها المعلقون والخبراء للقدرات "غير المحدودة" للرئيس الأميركي تولد المرة تلو الأخرى الحزن في نفوس أولئك الذين يتوقعون أن تُحشر إسرائيل في الزاوية من دون مخرج. الولايات المتحدة تريد حليفاً قوياً وصلباً. هذا ما جرى عندما جُمد شراء 75 طائرة أف-16 بعد قصف المفاعل في العراق سنة 1981. يومها تمسك رئيس الحكومة حينذاك بيغن برأيه بشجاعة، وبعد مرور نصف عام لم يجر فقط إبرام الصفقة، بل جرى أيضاً توقيع تحالف دفاع استراتيجي. مع ذهاب أوباما نأمل أن تعود العلاقات التي بنيت خلال عشرات السنوات إلى مسارها الصحيح.