من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•في الأسابيع الأخيرة استكملت روسيا نشر منظومتها الدفاعية الجوية في شمال سورية. وكانت صحيفة "الواشنطن بوست" أجرت هذا الأسبوع مقابلات مع خبراء أمنيين أميركيين، ونشرت خريطة تظهر حجم التغطية المقدرة لمختلف المنظومات الصاروخية أس- 300 وأس- 400، المدعومة بصواريخ مضادة للطائرات منصوبة على سفن ترسو في مرفأ طرطوس. وتغطي دائرة الاعتراض نحو 400 كيلومتر وهي تشمل لبنان وجزءاً مهماً من أراضي تركيا والأردن وشــرقي حوض البحر المتوسط ما بعــد قبرص وجزءاً صغيراً من العراق - وكذلك أراضي إسرائيل وصولاً إلى النقب الشمالي. وبالاستناد إلى الصحيفة، من الصعب على البنتاغون تقدير ما إذا كان من الممكن عند الحاجة اختراق هذه المنظومات المصنوعة من أجل اعتراض طائرات وصواريخ بحرية، لأن هذه المسألة لم تطرح بعد على الاختبار العملي. ويمكن افتراض أن الأميركيين طوروا خلال السنوات الماضية قدرة قتال إلكترونية تسمح لهم بالتشويش على تغطية كثيفة لمضادات الطائرات. لكن "الواشنطن بوست" أشارت إلى أن تكثيف نشر المنظومات الروسية يقيّد قدرة الولايات المتحدة على شن هجوم جوي ضد أهداف عسكرية تابعة لنظام الأسد، وفي الوقت عينه سيجعل من الصعب إنشاء مناطق آمنة ومناطق حظر للطيران كان المرشحان للرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون ودونالد ترامب أعربا عن دعمهما لفرضها.
•للتعزيزات الروسية انعكاسات على إسرائيل التي بالاستناد إلى مصادر أجنبية هاجمت في السنوات الأخيرة مرات عدة من الجو شحنات سلاح كانت في طريقها من سورية إلى حزب الله. ووفقاً للخريطة التي نشرتها "الواشنطن بوست"، ليس في استطاعة الطائرات الإسرائيلية الإقلاع من قاعدة تل نوف بالقرب من رحوفوت من دون أن تكشفها الرادارات الروسية. ومنذ تدمير منظومة الصواريخ الروسية المضادة للطائرات سنة 1982 [في سهل البقاع] يتمتع سلاح الجو الإسرائيلي بتفوق جوي كامل في الساحة الشمالية. لكن هذا الأمر انتهى منذ اللحظة التي قررت فيها موسكو تكثيف منظومات دفاعها الجوي في منطقة طرطوس. وهكذا نجح الروس من دون أن يبذلوا جهداً واضحاً للعيان في تقييد سلاح الجو الأكثر قوة في الشرق الأوسط.
•وهذا التقييد ليس عسكرياً فحسب بل هو سياسي أيضاً. لقد أقامت روسيا وإسرائيل آلية تنسيق مشتركة للحؤول دون وقوع تصادم جوي بينهما، والتقى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أربع مرات خلال سنة واحدة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انطلاقاً من رغبة واضحة لمنع مواجهات في الأجواء السورية. وفي الواقع، فإن التقارب مع روسيا قد فُرض فرضاً على إسرائيل منذ اللحظة التي قرر فيها العملاق الروسي الانتشار في ساحتها الخلفية.
•لقد جرى، على ما يبدو، تكثيف الدفاع الجوي الروسي رداً على التنديد الأميركي بقصف حلب وتخوف موسكو الذي يبدو الآن غير واقعي من أن تتخذ إدارة أوباما خطوات عسكرية ضد الأسد. وعلى الرغم من اهتزاز الاقتصاد الروسي، فإن بوتين يواصل السير حتى النهاية من خلال تلميحاته بخطر نشوب حرب نووية، ومحاولاته تخريب الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية، ومن خلال خطوات مفاجئة في الشرق الأوسط، مثل التدريبات العسكرية المشتركة التي أعلنت هذا الشهر بين روسيا ومصر. لكن روسيا التي توظف جهداً من أجل إرباك خصومها وردعهم ما تزال نياتها عصية على الفهم. إن قيام الاستخبارات الإسرائيلية بتقليص اهتمامها بروسيا، منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، جعل من الصعب فهم اعتبارات بوتين وخططه.
•إن النجاح الروسي في سورية ليس كاملاً ولم يأت بحسب جدول أعمال بوتين الأساسي. ففي خريف 2015 خططت موسكو لهجوم يستمر ثلاثة أشهر، يساعد خلالها سلاح الجو الروسي القوات البرية للجيش السوري المدعومة من إيران في احتلال مدينتي حلب وإدلب وتحرير شمال شرقي سورية وصولاً إلى ضفة نهر الفرات من سيطرة المتمردين. وقد زار قائد فيلق "القدس" في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني موسكو وتعهد بإرسال 2000 من الحرس الثوري الإيراني، وأمل الروس أنه بذلك تنتهي المرحلة الأخطر من تدخلهم في سورية.
•وقد وصلت القوات الإيرانية وانضمت إلى المعركة، لكن سرعان ما برزت صعوبات في خطة العمل الروسية، فالوحدات التابعة لجيش الأسد تآكلت قوتها جراء ضغط القتال المستمر منذ سنوات وبالكاد تستطيع القتال، وتكبد حزب الله خسائر جسيمة، وطالب المرشد الروحي الأعلى علي خامنئي بإعادة عناصر الحرس الثوري إلى إيران وإبقاء بضع مئات فقط كمستشارين. وهكذا ولدت الخطة الروسية البديلة التي وصلت إلى ذروتها مع قصف حلب الممنهج في الأشهر الأخيرة، الذي هو بمثابة جرائم حرب تقوم بها موسكو أمام أنظار الجميع من دون أن تدفع ثمنها. لقد نجح نظام الأسد في زيادة مناطق سيطرته في سورية وكبح تقدم المتمردين، لكن التنظيمات السنية التي تقاتل النظام لن تتخلى عن قتالها، والتحرك الروسي الذي يتخلله من وقت إلى آخر وقف لإطلاق النار لا يقرب نهاية الحرب.