هزيمة دبلوماسية لنتنياهو
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•شكل قرار اللجنة الإدارية في الأونيسكو بشأن المدينة القديمة في القدس، هزيمة دبلوماسية مؤلمة للسياسة الخارجية لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. ففي الأشهر الأخيرة تحدث نتنياهو أمام صحافيين ووزراء في الحكومة عن تحسن وضع إسرائيل الدولي وأن العالم ضجر من المشكلة الفلسطينية، وأن قوة إسرائيل العسكرية والاقتصادية تجذب نحوها الدول العربية المحافظة التي تتخوف مثلها من إيران ومن الإسلام الراديكالي، وأن لدى إسرائيل بديلاً عن الدعم الأميركي يتمثل في قوى عظمى صاعدة مثل روسيا والصين والهند. ومنذ وقت قريب أكد نتنياهو أن "الأغلبية التلقائية" التي تدعم الفلسطينيين في الأمم المتحدة ستتلاشى، موحياً بأن إسرائيل حصلت على إذن عام بمواصلة الاحتلال والاستيطان، وأن في إمكان الفلسطينيين أن يذهبوا إلى الجحيم. 

•في هذه اللحظة جاء التصويت في الأونيسكو على قرار حدد جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف] ومحيطه وفق الرواية الإسلامية، وذكّر الإسرائيليين بأنه حتى حائط المبكى هو أرض محتلة وفقاً للقانون الدولي. وللمزيد من الإهانة فقد أطلق على منطقة حائط المبكى "حائط البراق" بعد أن وضع الاسم العربي بين مزدوجين. وأيد القرار أصدقاء نتنياهو الجدد بدءاً بمصر، وروسيا، والصين، وتشاد التي تقربت من إسرائيل، وفيتنام التي تشتري الكثير من السلاح الإسرائيلي. أما اليونان التي يتباهى نتنياهو بتحسن التحالف معها، فقد امتنعت عن التصويت مثلها مثل الهند. ولكن ما هي الدول التي عارضت القرار؟ إنهم الأصدقاء القدامى لإسرائيل، الولايات المتحدة بزعامة أوباما، وبريطانيا وألمانيا. يبدو أن العالم لم يتغير، ربما يجري استقبال إسرائيل وراء الكواليس والاتصال معها من خلال قنوات سرية، لكن عندما تشعل الأضواء فإن الشرعية تمنح للفلسطينيين، والأصدقاء القدامي لإسرائيل هم الذين يقدمون لها الدعم على الرغم من رفض نتنياهو مساعيهم من أجل التوصل إلى حل سياسي.

•في اليوم التالي لتصويت الأونيسكو أجرى مجلس الأمن نقاشاً بشأن المستوطنات. قاطعت إسرائيل الجلسة كي لا تسمع الحقيقة العارية وهي أن المستوطنات تدمر فرص التسوية وتؤدي إلى الدولة الواحدة. وفي الواقع تتردد إدارة أوباما في ما إذا كان عليها إنهاء ولايتها بقرار من مجلس الأمن يتضمن هذه الرسالة أم لا.

•يسخر نتنياهو من الدبلوماسيين المحترفين قائلاً إنه لا حاجة له بهم طالما هو موجود (وفق ما قاله لمراسل "هآرتس" باراك رابيد يوم الجمعة الماضي). 

•يتضح اليوم عدم وجود غطاء لهذه الغطرسة، فقد انهارت نظرية نتنياهو وأصبح مكشوفاً أمام المجتمع الدولي الذي يعارض سياسته في الضم، فيما الدعم الأميركي وحده هو الذي يحمي إسرائيل من أن تُتخذ ضدها خطوات أكثر حدة بكثير. 

 

•في نهاية الأسبوع الماضي عمل نتنياهو على توظيف الهزيمة في الأونيسكو في خدمة حاجات داخلية من نوع "العالم كله ضدنا". لكن هذا لا قيمة له. من أجل تحسين مكانة إسرائيل الدولية هناك ثمن واضح وثابت: القيام بخطوات عملية من أجل إبداء مرونة في موضوع الاحتلال، ومفاوضات جدية من أجل قيام فلسطين. كل ما عدا ذلك هو من قبيل ذر الرماد في العيون من جانب رئيس الحكومة.