عودة الصراع على الحرم القدسي الشريف
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

•هناك العديد من الأسئلة التي لا تزال مفتوحة تتعلق بالهجوم الدموي الذي وقع أمس في القدس، وجزء من الإجابات يحظر نشره بأمر أصدرته المحكمة بطلب من الشاباك والشرطة من أجل اتاحة الفرصة لإنهاء التحقيق.

•عندما يُزال هذا الحظر نستطيع أن نعرف بصورة أكيدة هل ما حدث هجوم قام به فرد - السمة التي تميزت بها موجة الإرهاب الحالية التي بدأت قبل سنة. وإذا لم يكن الأمر كذلك، من هم الذين ساعدوا المخرب على الحصول على بندقية أم - 16؟ وهل كان ينتمي إلى تنظيم، أم أنه كان يتماهى مع "حماس" أو الجهاد الإسلامي اللذين أعلنا مباركة الهجوم وأعطيا انطباعاً بأن المهاجم ينتمي إلى صفوفهما؟

•في جميع الأحوال سواء اتضح أن المهاجم تصرف بصورة فردية أم هو ينتمي إلى تنظيم، فإن ذلك ليس كافياً للدلالة على تغير في التوجه أو ارتفاع في درجة الإرهاب، وهو انطباع تكوّن فقط لأن المهاجم نجح هذه المرة في الحصول على سلاح وفي قتل اثنين من الإسرائيليين.

•إن موجة الإرهاب التي حصدت حتى الآن 43 قتيلاً إسرائيلياً و240 فلسطينياً ما تزال تشكل جزءاً من وتيرة الحياة العادية للإسرائيليين، وهي عرفت موجات صعود وهبوط. فبالإضافة إلى الظاهرة التي طبعتها وهي وجود مهاجمين شبان أفراد استخدموا وسائل مختلفة مثل السكاكين والسيارات والسلاح وغيرها، فقد برزت ظواهر أخرى واضحة.

•تحاول حركتا "حماس" والجهاد الإسلامي طول الوقت تحريض الناس والحث على تنفيذ هجمات والتخطيط لها إذا سنحت لهما الفرصة، وسوف تواصلان ذلك في المستقبل. وكلما استطاع مخططو الهجمات النجاح في الحصول على سلاح - محلي الصنع - فإنهم سيفضلونه. وليست صدفة الجهود المكثفة التي بذلها الشاباك والجيش في السنة الأخيرة من أجل العثور على مخارط تنتج الأسلحة. ولكن ما تزال هناك عشرات الآلاف من قطع السلاح في الضفة.

•إن التعاون الأمني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية ما يزال مستمراً، وفي ذلك فائدة واضحة للطرفين. لكن هذا التعاون آخذ في التآكل بسب الجو الملبد وغياب عملية سياسية ومواصلة البناء في المستوطنات وضعف رئيس السلطة أبو مازن - من الناحية الصحية والسياسية - وبسبب حرب وراثته التي بدأت.

•بالأمس اتضحت امكانية انفجار الوضع في القدس وفي جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف]. خلال الأشهر الماضية بدا أن هذين الموضوعين قد تراجعت أهميتهما في جدول أعمال الهجمات الإرهابية بسبب الجهود التي تبذلها إسرائيل على الأرض ومن خلال الدعاية الرامية إلى إخماد ألسنة النار ولجم مساعي المتطرفين اليهود التحريضية وتقليص الاحتكاكات.

 

•لكن في الشاباك والجيش وحتى داخل المنظمات المدنية مثل منظمة "عير عميم" التي تتابع ما يجري في جبل الهيكل، فهم كانوا يعرفون أنه مع حلول الأعياد من المتوقع ارتفاع التوتر. وهذا ما جرى في الأمس. من الواضح أن التوتر لم يخمد بسبب زيارة اليهود المنتظرة إلى جبل الهيكل في عيد المظلة. لكن حتى لو مر الأسبوع المقبل بسلام شامل أو جزئي، فإن الاحتلال والقمع الإسرائيليين من جهة والإرهاب الفلسطيني من جهة ثانية سيبقيان حاضرين في حياة الشعبين.

 

 

المزيد ضمن العدد 2470