لماذا استطاع أبو مازن حضور جنازة بيرس وأيمن عودة لم يستطع؟
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•أيمن عودة رئيس القائمة العربية المشتركة لم يحضر جنازة شمعون بيرس، وهو برر قراره بالنظرة السياسية المعقدة حيال شخصية الراحل في السياق العربي - الفلسطيني. وأشار إلى نقطتين له مقابل نقاط عدة ضده (أمنية، مستوطنات، الموضوع النووي، تمثيل حكومة نتنياهو كرئيس). لقد كان عليه أن يختار بين حضور الجنازة أو عدم حضورها، وهو اختار عدم الحضور.

•من المحتمل أن يكون صعباً على زعيم الأقلية العربية الصعود إلى جبل هيرتسل ومشاهدة  نتنياهو وأدلشتاين يمدحان رئيساً للحكومة، ورئيساً يهودياً قبل دفنه بين كبار شخصيات الأمة اليهودية. لكن كان عليه أن يكون أكثر نضجاً، فالزعامات تختبر من خلال قدرتها على مواجهة الصعاب. لم يكن مطلوباً من [أيمن] عودة الموافقة على ما فعله بيرس أو على المشروع الصهيوني، كان المطلوب منه فقط المشاركة في الجنازة من باب اللياقة. ليس من الغريب أن يسارع اليمين إلى التعبير عن فرحه، فهذا القرار البائس خدمهم مرتين: أثبت حجتهم التي تقول إن جميع العرب في إسرائيل هم طابور خامس متطرف وانعزالي، وساهم في طمس موضوع السلام والتعايش في الجنازة. 

•لقد كان أبو مازن القصة الرئيسية. فما هي رسالة عودة؟ هو يريد قلب الحقائق وأن يثبت أنه بخلاف الاتهامات التاريخية الموجهة إلى الفلسطينيين من سكان إسرائيل، فإنهم أكثر وفاء لوطنيتهم الفلسطينية وللكرامة الفلسطينية من إخوتهم في المناطق المحتلة. بالطبع هذا كلام فارغ ومؤذ. لكن عودة الذكي عامة لم يفهم الموضوع، وبدلاً من ذلك ترك الزعيم الفلسطيني الشجاع وحيداً في المعركة عرضة لهجوم عنيف من جانب حركة "حماس" وتيارات معادية لإسرائيل في العالم العربي من جهة، ومن جهة أخرى إلى عدم اهتمام نتنياهو المخزي بحضوره. وبذلك يكون عودة وقف إلى جانب أعداء التسوية والسلام: حركة "حماس" في هذا الجانب واليمين الإسرائيلي في الجانب الآخر.

•إن ما حدث محزن ومثير لليأس، وله صدى سياسي كبير، فقد أثبت عودة أن الخطوة الخبيثة التي قام بها ليبرمان وصحبه من أجل رفع نسبة الحسم حققت هدفها وهو نشوء كتلة برلمانية عربية معزولة وانفصالية، لا علاقة لها ولا دور ولا حتى هي معنية بالمجتمع الإسرائيلي.

•إن عدم حضور عودة جنازة بيرس معناه أن ليبرمان انتصر. ويبدو أنه بدلاً من أن يؤثر عودة والطيبي على "بلد" [التجمع الوطني الديمقراطي] وعلى القائمة العربية المشتركة، فإن "بلد" والقائمة يسيطران على عودة والطيبي. إن هذا بمثابة استمرار للفيتو الذي وضعه "بلد" على توقيع اتفاق على فائض الأصوات بين القائمة المشتركة وحركة ميرتس"الصهيونية". 

 

•إن الإيمان بالتعايش يفرض علينا أن نسأل عودة: أخبرنا لماذا أبو مازن استطاع حضور جنازة مهندس أوسلو وأنت لم تستطع؟

 

 

المزيد ضمن العدد 2466