عدم حضور الطاقم الوزاري المصغر تدريبات الجيش استخفاف بالأمن القومي
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

 

•في الأسبوع الماضي أجرى الجيش تدريبات واسعة النطاق على القتال على عدة جبهات جرى خلالها تعبئة آلاف الجنود من الاحتياطيين، كما جرى فحص أداء أذرعة الجيش والقيادات وهيئة الأركان العامة. في تقدير المخططين أنه من الممكن أن يجد الجيش نفسه في الفترة المقبلة في قتال استباقي، أو في قتال رداً على هجوم في غزة ولبنان والضفة الغربية والجولان. إن مثل هذه التدريبات بالنسبة إلى مختلف القيادات وبالنسبة إلى هيئة الأركان العامة، أمر مهم جداً من أجل زيادة التنسيق وتعزيز التعاون بين مختلف القوات وتحديد العوائق.

•لكن الجيش لا يعمل في فراغ لا في الحياة العادية ولا في الحرب، إنه الذراع العسكرية للدولة وهو خاضع لإرادة الحكومة، ويجب أن تحصل خططه على موافقة المستوى السياسي خلال فترة ما بين الحروب وخاصة  خلال الحروب.

•إنه لأمر مخيب للآمال قراءة التقرير (الذي كتبه عاموس هرئيل في "هآرتس" أمس) وجاء فيه أن وزيرين فقط من المجلس الوزاري المصغر لبّيا دعوة رئيس الأركان غادي أيزنكوت لحضور التدريب، وهما وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، ممثل رئيس الحكومة لدى رئاسة الأركان، الذي لم يضيع الفرصة كي يرى الضباط وهم يوجهون قواتهم، ويوآف غالانت اللواء بالاحتياط [وزير الإسكان] المهتم بمتابعة المستجدات في الجيش. جميع الوزراء الآخرين بمن فيهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير التعليم نفتالي بينت الذي شن حرباً شرسة ضد نتنياهو بحجة أن المجلس المصغر لم يحصل على معلومات محدثّة خلال عملية الجرف الصامد على غزة، وجدوا لأنفسهم شيئاً أكثر أهمية يقومون به. 

•من المعلوم أن الخلاصات القاسية لتقرير مراقب الدولة بشأن الحرب على غزة في 2014 ("الجرف الصامد")، والتي تضمنت انتقادات حادة لطريقة تقديم المعلومات المحدثّة إلى المجلس الوزاري ولأدائه، أثارت جدلاً سياسياً وتبادلاً للاتهامات بين السياسيين الذين كانوا أعضاء حينئذ في المجلس (نتنياهو وبينت ويائير لبيد)، لكن على ما يبدو فإن الدروس لم تستخلص. فعندما تحين الفرصة الحقيقية كي يظهر هؤلاء الوزراء اهتمامهم يتغيبون.

•إن غياب الحكومة عن تدريب مهم إلى هذا الحد هو وصمة عار في أسلوب إدارة الأمن القومي. وسواء قرر الوزراء عدم الحضور، أو كما يدعي بعضهم لم يعرفوا بالتدريب ولم يُدعوا إليه - فإن ما جرى هو بمثابة فشل للمستوى السياسي. المطلوب من المجلس الوزاري المصغر أن يكون هيئة صغيرة وسريعة وفعالة قادرة على إجراء استشارات وبلورة قرارات وسياسات، لكن وجود رئيس حكومة متعجرف ووزراء غير مهتمين يفرّغ هذا المجلس من مضمونه ويؤدي فعلاً إلى موته.

•يبدو أن هذا المجلس سيعود إلى الحياة فقط مع الخلافات العلنية التي سترافق المعركة المقبلة في غزة أو في لبنان، ومن خلال تبادل الاتهامات عن التقصير. 

 

•إن المسؤولية عن هذا الوضع تتوزع على جميع مسؤولي المستوى السياسي الذين يتركون المستوى العسكري وحده، ويحاولون الحصول على المديح عندما يحقق الجيش نجاحات ويتبادلون الاتهامات عندما يفشل.