من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•مرت المساعدة الأميركية الضخمة لإسرائيل، والتي تقدر بأكثر من 100 مليار دولار منذ حرب يوم الغفران [حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973]، بتقلبات مختلفة، عسكرية واقتصادية، مرة واحدة سنوياً ومتعددة السنوات. وهي تستند إلى افتراضين: الأول أن إسرائيل القوية التي تثق في قوة الجيش الإسرائيلي وفي صلابة المساعدة الأميركية، لن تتسرع في خوض حرب استباقية بدافع الخوف على وجودها؛ والثاني أن الصناعة الأميركية ستخرج رابحة من إعطاء إسرائيل السلاح والعتاد والمعرفة، فالدولارات ستبقى في أميركا عندما يجري نقل العتاد إلى قواعد سلاح الجو أو عندما يشحن إلى مرفأي حيفا وأشدود.
•هذا كان الواقع السائد خلال العقود الأربعة التي سبقت انتخاب باراك أوباما وبنيامين نتنياهو في منصبيهما. لكن التغييرات التي أحدثها الزمن غيرت أيضاً الاطار العام: فمسألة اعتراض الصواريخ والقذائف التي لم تشغل كثيراً المؤسسة الإسرائيلية حتى عام 2006، ما لبثت أن احتلت المركز الأول من اهتمامها، الأمر الذي فرض مساعدة أميركية من خارج المبلغ السابق. في مقابل ذلك، فالمطالبة الإسرائيلية بتخصيص ربع المساعدة من أجل الشراء من الصناعة المحلية - وهذا مبلغ حيوي من أجل الصناعة الأمنية الإسرائيلية - تحول في نظر الأميركيين إلى أمر غير شرعي. وكانت النتيجة زيادة المبالغ كي تشمل أيضاً الدفاع الصاروخي، بالإضافة إلى التراجع عن الاستعداد إلى التحويل إلى شيكلات، واعتراف أميركي بالخطر الأمني الذي ينطوي عليه الاتفاق النووي مع إيران، بالإضافة إلى التقدير بأن الفرص الكامنة في هذا الاتفاق أكبر من المخاطر.
•لهذا السبب يسعى أوباما إلى منح إسرائيل أكثر، لكن دفعة واحدة وكل شيء بالدولار- شرط ألا تعرقل إسرائيل مساعيه في الحصول على دعم داخلي لسياسته حيال إيران. لكن نتنياهو راهن رهاناً متهوراً ورفض الصفقة. وقصد الكونغرس لمحاربة أوباما وفشل. لكن هذا الفشل لم يردعه، وبالاستناد إلى مصادر أمنية، فإنه حتى بعد توقيع اتفاق فيينا مع إيران عرضت إدارة أوباما على إسرائيل مساعدة بحدود 45 مليار دولار خلال عشر سنوات. لكن نتنياهو أصر على بذل جهد إضافي من أجل تأليب الكونغرس ضد الرئيس، وفشل مجدداً.
•وفي النهاية أدت المحاولات الإسرائيلية الرامية إلى عرقلة سياسة البيت الأبيض إلى تكبيد إسرائيل ثمناً باهظاً هو سبعة مليارات دولار، وأصبحت المساعدة 38 مليار دولار بدلاً من 45 ملياراً. من هنا، فإن محاولات رئيس الحكومة في تقديم اتفاق المساعدة بصفته انتصاراً أمر محرج.