•جلس وزير المواصلات والاستخبارات يسرائيل كاتس بضع دقائق إلى جانب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من أجل صورة جلسة الحكومة الأسبوعية صباح يوم الأحد. والتقطت الكاميرات صورة الوجوه العابسة. يمكن فهم ذلك، فقد اضطر الوزير كاتس إلى سماع رئيس الحكومة يوبّخه مباشرة أو تلميحاً أمام الأمة. وفور خروج المصورين تغيب كاتس عن جلسة الحكومة. وعلى ما يبدو ذهب لتسوية الخلاف مع الرئيس الجديد لطاقم ديوان رئيس الحكومة يوآف هوروفيتس، هوروفيتس نفسه الذي وصف كاتس مساء السبت في التلفزيون بـ"الكذاب"، مدعياً أنه يقود انقلاباً في الامانة العامة لحزب الليكود ضد نتنياهو. في النهاية لم تتم اقالة كاتس من منصبه، وانتهت الأزمة الحالية، لكن الترسبات بقيت والجروح التي فتحت لن تلتئم بسرعة. لم يُقل رئيس الحكومة كاتس من منصبه لأنه في الحقيقة لا يستطيع أن يفعل ذلك. وفي الأسابيع الأخيرة يمارس كاتس طريقة العمل التي يعرفها نتنياهو جيداً: وزير فتحت أمامه الطريق ويبدأ بنسج الخطط للوصول إلى رئاسة الحكومة وبركل الرئيس الحالي. الذين سبقوا كاتس وساروا على هذا النهج الاستفزازي وجدوا أنفسهم في الخارج. ومن المعقول افتراض أن هذا سيكون مصير كاتس أيضاً، على الرغم من القوة الكبيرة التي راكمها طوال عشرات السنوات في الليكود.
•يدرك نتنياهو أن اقالة وزير كبير مجازفة سياسية وائتلافية غير بسيطة، ولا أحد يعرف إلى أين ستؤدي، ولا سيما اقالة وزير قوي ويتمتع بشعبية داخل الليكود مثل كاتس.
•لقد أدرك نتنياهو أنه ليس لديه حجة قوية بما فيه الكفاية، فقد كانت أغلبية الجمهور يوم الأحد مع كاتس وضد نتنياهو من دون استثناء حتى وسائل الإعلام. ولهذا السبب التزم نتنياهو الصمت وأرسل المدراء العامين لديه كي يدلوا بالتصريحات. وحاول كل واحد منهم أن يلقي بمسؤولية الفوضى التي حدثت في المواصلات على عاتق الطرف الثاني. أما الحريديم فقد وقفوا على حدة وانتظروا، فهم الرابح الأكبر من هذه الأزمة التي شجعت عليها بصورة كبيرة وسائل اعلامهم. لقد تغير "الوضع القائم" الستاتيكو، وإذا أمر رئيس الحكومة بوقف جميع الأعمال التي من المفترض أن تجري يوم السبت، فإنه من الواضح بالنسبة إلى الجميع من المنتصر هنا وإلى أين نحن نسير في المستقبل.
•حالياً، ستحاول جميع الأطراف العثور على طريقة عمل ترضي الكل. وسنرى ما إذا كانوا سينجحون في ذلك أم لا. لكن من الواضح أن نتنياهو وكاتس لا يستطيعان أن يكونا بعد الآن على ما يرام في ما بينهما. كما من الواضح أن كاتس وهو في الإحدى وستين سنة من عمره لديه الوقت والصبر. أما نتنياهو فهو يريد أن يبقى مكانه، وسيتابع الآن من كثب خطوات كاتس، وسيحاول أن يضبطه في لحظة ضعف كي يعاقبه مرة واحدة وإلى الأبد. وإذا لم يحدث هذا خلال الولاية الحالية، فإن نتنياهو سيحاول تقزيم كاتس في الحكومة المقبلة لو فاز في الانتخابات.
•ويجب أن نتذكر دائماً أن هناك اتفاقاً موقعاً بين كاتس ونتنياهو يتيح لكاتس الحصول على الحقيبة الأهم في الليكود: أي حقيبة الخارجية. ولكن لو نتذكر ماذا قال يتسحاق شامير في هذا السياق بشأن عدم وفائه بالتزاماته.. "خذ هذه الورقة وضعها في إطار".