مناسبة لكسر "الوضع القائم"
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•أزمة توقيف القطارات يمكن أن تتحول إلى فرصة. هذه الفرصة برزت بعد خضوع نتنياهو المهين للحريديم بعد 20 دقيقة من بدء يوم السبت الأسبوع الماضي. إنه خضوع الشخص الذي ليس لديه سوى مبدأ واحد هو المحافظة على منصبه.

•لقد طالب المئات من الذين تظاهروا ليل السبت في مختلف أنحاء البلد من بئر السبع حتى تل أبيب، بالسماح للقطار بالقيام بأعمال الصيانة يوم السبت كي يستطيعوا الانتقال في ليل السبت. وكان يجب أن تكون مطالبتهم هذه أكثر اتساعاً بكثير، وأن يطالبوا بتشغيل المواصلات العامة يوم السبت من المطلة حتى إيلات. والقطار هو واحد من المكونات، والمطلوب أيضاً شبكة من الباصات. ويجب السماح لكل فرد بالتنزه يوم السبت وفق ما يريد ويرغب.

•في اللحظة التي كسر فيها نتنياهو "الوضع القائم" [مجموعة مبادئ تنظم علاقة الدولة بالدين ومن بينها احترام قدسية يوم السبت]، فإنه أعاد طرح الموضوع كله أمام النقاش من جديد. حتى يوم الجمعة كان واضحاً أن القطار يستطيع العمل يوم السبت مثل سائر الخدمات الحيوية. لكن رئيس الحكومة ألغى السماح بذلك مما تسبب بضرر اقتصادي واجتماعي للقطار وللجمهور العريض، وفتح الباب مجدداً أمام نقاش "الوضع القائم" القديم الذي أصبح لا يتلاءم مع زمننا. 

•إن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في الكرة الأرضية التي خلال ربع أيام السنة، أي أيام السبت والأعياد، لا توجد فيها مواصلات عامة. والضرر الأكبر يلحق بالقطاع الأضعف الذي لا يملك سيارة خاصة. من هنا، فإن ما يجري هو سياسة تمييز اجتماعي واضحة.

•لكن حتى العائلات التي تعيش في وسط المدن تضررت واضطرت بسبب انخفاض مستوى المواصلات العامة في إسرائيل - وغياب الخدمات في أيام السبت والأعياد - إلى شراء سيارات، وإنفاق مال كثير ومفاقمة زحمة السير على الطرقات.

•كما يؤدي عدم تشغيل القطار أيام السبت إلى منع السياح من المجيء إلى إسرائيل في نهاية الأسبوع، لأنهم يعلمون أنهم لن يستطيعوا الوصول إلى المطار يوم السبت بواسطة القطار، مثل أي مكان آخر في العالم حيث تقضي العادة وجود مواصلات عامة سبعة أيام من دون استثناء.

•إن النفاق الديني مثير للدهشة. فالمتدينون والحريديم يقبلون بأن تعمل شركتا الكهرباء وموكوروت يوم السبت. ويقبلون بأن تبقى الفنادق مفتوحة في أيام السبت وأن تستخدم ندلاء وموظفي استقبال يهوداً، وأن يدفعوا لهم لقاء عملهم يوم السبت. وفي رأيهم لا يشكل ذلك انتهاكاً لقدسية يوم السبت لأنه يخدم مصالحهم أيضاً. لكنهم لا يسمحون باستخدام المواصلات العامة يوم السبت على الرغم من أن ذلك يخدم أغلبية مواطني إسرائيل وليس المتدينين والحريديم. 

 

•إن هذا الظلم المستمر يجب أن يتوقف. ويتعين على الأغلبية الحرة الخروج للتظاهر من أجل استخدام المواصلات العامة أيام السبت وفي الأعياد.