جهاز "الشاباك" يعتقل مدير مكتب منظمة دولية إنسانية في غزة بشبهة اختلاس أموال من المنظمة وتحويلها إلى كتائب القسّام
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

قال جهاز الأمن الإسرائيلي العام ["الشاباك"] أمس (الخميس) إنه قام قبل نحو شهرين باعتقال محمد حلبي مدير مكتب منظمة "وورلد فيجين" الدولية الإنسانية في حاجز "إيرز" العسكري في قطاع غزة بشبهة اختلاس أموال من المنظمة وتحويلها إلى كتائب عز الدين القسّام الجناح العسكري لحركة "حماس" على مدى السنوات الست الأخيرة.

وقال بيان صادر عن جهاز "الشاباك" إن هذه الأموال تقدر بنحو 7 ملايين دولار سنوياً.

وأضاف البيان أن التحقيقات الأولية أشارت إلى أن حلبي قام بتحويل 4 ملايين دولار سنوياً إلى كتائب القسام لحفر الأنفاق وشراء الأسلحة وتحويل 1،5 مليون دولار إلى قادة هذا الجناح. واستخدم حلبي

وسائل متعددة بينها التزوير وإقامة شركات وهمية بهدف تحويل هذه الأموال. وأكد البيان أن منظمة "وورلد فيجين" لم تكن على علم بما يقوم به مدير مكتبها في غزة.

وندّد منسق شؤون الحكومة الإسرائيلية في المناطق [المحتلة] اللواء يوآف مردخاي بعملية اختلاس أموال هذه المنظمة الدولية.

وأضاف مردخاي في بيان نشره على صفحته الخاصة في موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" أمس، أن "حماس" تقوم بدفن سكان القطاع أحياء وبتقويض أملهم في العيش بكرامة.

وقال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي غلعاد إردان إن على الدول التي تتبرع بأموالها لأغراض إنسانية في قطاع غزة أن تتأكد من عدم وصول هذه الأموال إلى منظمات "إرهابية". 

وأضاف إردان في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أمس، أن ما تم الكشف عنه بهذا الشأن هو جزء من نهج أوسع وأخطر بكثير، وأكد أن إسرائيل لن تتخذ موقف المتفرج إزاء هذه النشاطات وستتخذ الإجراءات اللازمة ضد المنظمات الدولية التي تتسرب أموالها إلى تنظيمات "إرهابية".

ودعا سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون هذه المنظمة الدولية إلى تشديد المراقبة على المنظمات الإنسانية التي تعمل تحت رعايتها كي تتفادى تكرار حوادث تحويل أموال من هذه المنظمات إلى جهات "إرهابية". 

وقال السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون إن المنظمة تعي خطورة القضية وتتابع الإجراءات القضائية الجارية فيها.

وأعلن سفير أستراليا لدى إسرائيل أن بلده أوقف تحويل التبرعات إلى هذه المنظمة حتى انتهاء التحقيق في قضية الاختلاس. 

في المقابل نفت منظمة "وورلد فيجين" الاتهامات التي توجهها إسرائيل إلى مدير المنظمة في غزة. 

وجاء في بيان أصدرته هذه المنظمة الإنسانية أمس، أن هناك جهاز مراقبة فعالاً وتعليمات واضحة لضمان توزيع أموال التبرعات وفقاً للقانون ولأغراض سلمية لا تساهم في تأجيج النزاعات.

ودعت المسؤولة في المنظمة رنا قمصية السلطات الإسرائيلية إلى الإفراج عن محمد حلبي وأكدت أن منظمتها تقف إلى جانب حلبي وتعتبر أنه شخص موثوق به داخل المنظمة ويعمل فيها بكل إخلاص.

 

كما نفت حركة "حماس" أن تكون لها أي صلة بحلبي، ووصفت اعتقاله من طرف السلطات الإسرائيلية بأنه تنكيل.