من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•يقدم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو نفسه بصفته من يعرف الولايات المتحدة، وقال لأشخاص حضروا الحفل الذي أقيم بمناسبة يوم الاستقلال الأميركي في هرتسليا: "لقد تعلمت هناك، وعملت هناك ووالدي العزيز تعلم هناك، ولغتي الإنكليزية ليست سيئة".
•لكن في كل ما يتعلق برزمة المساعدة الأميركية التي تنتظر توقيعه، فإنه يضيع الأساسي. لم تتغير لغته الإنكليزية كثيراً، لكن الولايات المتحدة تغيرت، وكذلك إسرائيل. فالولايات المتحدة التي عرفها نتنياهو في شبابه في الستينيات ودرس فيها في السبعينيات، لم تعد تنظر إلى إسرائيل بصفتها دولة فتيّة ومحاصرة تحتاج إلى مساعدة كي تصمد. وأميركا التي عرفها نتنياهو عندما كان دبلوماسياً خلال ولاية الرئيس ريغان في الثمانينيات، لم تعد تنظر إلى الدولة الصهيونية كأنها إحدى حاملات طائراتها المكلفة بحماية الاستقرار في الشرق الأوسط.
•اسألوا مارتن ديمبسي، الرئيس السابق لهيئة الأركان المشتركة، الذي حذّر مراراً وتكراراً من أنه على الرغم من كون إسرائيل دولة ذات سيادة ومن حقها الدفاع عن نفسها، فإنها لو كانت هاجمت إيران كما هددت، لكانت في أفضل الأحوال زعزعت الاستقرار، وفي أسوئها فإنها جرّت الولايات المتحدة إلى حرب إقليمية شاملة.
•في أميركا ينظرون اليوم إلى إسرائيل بدرجات متفاوتة من المحبة والاستياء. فالولايات المتحدة معجبة بإسرائيل، بصفتها أمة ناشئة، لكنها ترتعد إزاء تصاعد النزعات القومية والتزمت في الدولة التي تزداد أكثر فأكثر تمسكاً بـ50 سنة أخرى من احتلال لا تستطيع التخلص منه. على صعيد الانتماء القبلي، فإن أغلبية يهود الولايات المتحدة لم يعودوا يشعرون بالتزام حيال إعمار الصحراء في إسرائيل. صحيح أن واشنطن ملتزمة بالمحافظة على التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي، لكن على الرغم من ذلك فهي ليست مستعدة لدعم الصناعة العسكرية الإسرائيلية المزدهرة من خلال المساعدة الخارجية التي قدمت قبل 30 عاماً من أجل تمويل مشروع طائرة لافي المرحومة.
•إن أغلبية الأميركيين ما يزالون يؤيدون إسرائيل، لكن في الملحمة المستمرة بشأن اتفاق المساعدة للسنوات العشر المقبلة، فإن نتنياهو لا يقرأ السيناريو بصورة صحيحة. لذا دعونا نوضح بعض الأمور:
•إن رزمة المساعدة المقترحة ليست تعويضاً على الاتفاق النووي مع إيران الذي حاول نتنياهو إفشاله، ولا على تقدم في حل الدولتين، نجح رئيس الحكومة في صرف النظر عنه مع ائتلاف الرفض الجديد الذي شكله. إن المساعدة المقترحة هي إقرار من جديد بالالتزام الأميركي بأمن إسرائيل. وهي أداة مهمة في السياسة الخارجية الأميركية الهدف منها تعزيز الاستقرار في المنطقة، وعدم السماح لإسرائيل بالتمادي في الاعتماد على القوة العسكرية، في غياب استراتيجية شاملة ومبادرة دبلوماسية.
•إن حزمة المساعدة الحالية التي تنتهي في تشرين الأول/أكتوبر 2017، هي في نظر واشنطن مثل الاتفاق المقبل، استثمار في السلام في الشرق الأوسط، بينما تبذل حكومة نتنياهو كل ما في وسعها من أجل قضم الفكرة القائلة بأن إسرائيل آمنة وقوية تستطيع أن تتخذ الخطوات الشجاعة المطلوبة لتحقيق السلام. إن المساعدة الخارجية لإسرائيل ليست حقاً لإسرائيل - بل هي تقدم إليها بسبب الرؤيا الاستراتيجية والقيم الديمقراطية المشتركة. وهناك فارق كبير بين المحافظة على تفوق إسرائيل في مواجهة أعدائها في المنطقة، والتأييد الأعمى لسياستها بينما هي تؤذي نفسها.
•لم تلتزم الإدارة الأميركية ولا الكونغرس بتغطية ميزانية الأمن الإسرائيلية المتضخمة، خاصة في سنة انتخابات، وذلك في مواجهة المطالب بتمويل منظمات الجنود [الأميركيين] الذين سرحوا من الخدمة ودعوات لترميم الجيش الأميركي. كما انه ليس مطلوباً من الإدارة والكونغرس أن يمولا بصورة غير مباشرة الفوائض الكثيرة المنتشرة في الصناعة العسكرية في إسرائيل.
•يتعين على نتنياهو أن يكون حساساً أكثر تجاه المطالبة الشديدة من جانب حكومته بأن تعوض شركات أمنية أميركية على إسرائيل وذلك من خلال أن تنفق فيها 35% من أموال المشتريات الإسرائيلية التي يمولها دافعو الضرائب الأميركيين. هذه الحسابات غير صحيحة من الناحية السياسية، وهي لن تبدو أفضل لو سميت "شراكة صناعية".
•إن مبلغ الـ 30 مليار دولار الذي ستكون إسرائيل حصلت عليه في نهاية الاتفاق الحالي هو فقط الأساس لمروحة من التقديمات التي تشمل صواريخ بمبلغ يقارب الـ4 ملايين دولار، ومخزون سلاح أميركي بنحو 1.8 مليون دولار موضوع في تصرف إسرائيل في زمن الطوارئ، وضمانات قروض.
•إن الرزمة المقترحة ترفع بصورة واضحة خط أساس وتبقي التقديمات. لقد عملت إدارة أوباما بصورة غير مباشرة للمحافظة على تفوق إسرائيل- في ظل دهشة المشرعين الأميركيين وشركات مثل "بوينغ" و"لوكهايد" - مما أدى إلى تباطؤ عمليات بيع مخطط لها لطائرات حربية من الجيل الرابع لقطر والكويت والبحرين. كما تعهدت إدارة أوباما أيضاً لإسرائيل بأنها خلال العقد المقبل لن تعرض طائرات أف-35 من الجيل الخامس على دول الخليج.
•مر 20 عاماً على الخطاب الذي ألقاه نتنياهو أمام الكونغرس في تموز/يوليو 1996 وقال فيه إنه يعتقد أن إسرائيل نضجت وهي تقترب من أن تصبح قوة عظمى اقتصادية. ومنذ ذلك الوقت إسرائيل تزدهر والولايات المتحدة تصارع الجمود. وعلى الرغم من كل ذلك، إذا لم يحدث انهيار شامل للقيم المشتركة والعلاقات الاستراتيجية، فإن الولايات المتحدة لن تقطع عن إسرائيل مساعدتها الأمنية.
•باسم العلاقات الوثيقة بين الدولتين، وكتعبير عن عودة إسرائيل إلى مكانتها السابقة، يتعين على بيبي التوقيع الآن [على اتفاق المساعدة الأمنية] وأن يقول بإنكليزيته الطلقة "شكراً جزيلاً".