الاستقرار الاستراتيجي قاعدة أساسية في نظرية الردع الإسرائيلية
المصدر
والا

أُطلق في سنة 1995، وهو بالأساس شركة إنترنت إسرائيلية تملكها شركة بيزك للاتصالات الإسرائيلية، ويُعتبر من أشهر المواقع في إسرائيل، ويُصنَّف بين أول 9 مواقع. يوفر الموقع الأخبار على مدار الساعة، والتي يأخذها من صحيفة هآرتس، ومن وكالات الأنباء. وبدءاً من سنة 2006 أصبح لدى الموقع فريق إخباري وتحريري متخصص ينتج مواد وأخباراً، ولديه شبكة للتسوق عبر الإنترنت.

المؤلف

•"الاستقرار الاستراتيجي" مصطلح أساسي مأخوذ من العلاقة بين الدول العظمى،ومن شبكة العلاقات التي كانت قائمة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي خلال فترة الحرب الباردة. وهو يتناول وضع الردع النووي المتبادل، والقدرة على التدمير المتبادل القائمة بين الدولتين العظميين، وبخاصة خطر الترسانة النووية التي لديهما والانجرار نحو تصعيد غير مقصود ينتهي بحرب نووية شاملة. 

•كما تناول مفهوم الاستقرار الاستراتيجي الحاجة للمحافظة على التعادل في حجم الترسانة النووية لدى الطرفين، الأمر الذي شكل قاعدة مهمة في عملية الرقابة على السلاح النووي التي بدأت منذ الستينيات. وكان الهدف من الرقابة على السلاح النووي التوصل الى وسائل لبناء الثقة بين الطرفين، وتحسين قنوات التواصل بينهما بشأن كل ما يتعلق بإيضاح نياتهما، وأيضاً من أجل تكريس حالة الردع وتقليص خطر الدخول في حرب لا يرغب فيها أي منهما.

•إن مفهوم الاستقرار الاستراتيجي مهم أيضاً في الشرق الأوسط. وفي الواقع فإن التاريخ الأمني الإسرائيلي هو وليد السعي الإسرائيلي نحو تحقيق استقرار استراتيجي. لكن تطبيق هذا المبدأ في منطقتنا يبدو أكثر تعقيداً بسبب كثرة اللاعبين، و تعدد الثقافات، والنزاعات العابرة للحدود في جميع الاتجاهات التي هي سبب في نشوء تحالفات متغيرة خلال فترة زمنية قصيرة للغاية أحياناً. كما أن العداوات الشديدة لا تسمح أحياناً بالتواصل بين الطرفين.  إسرائيل موجودة وسط هذا الواقع المعقد منذ نشأتها، وكانت المعضلة الأمنية المركزية المطروحة طوال سنين هي كيفية تحقيق حالة من الاستقرار الاستراتيجي تمنع الطرف الآخر من استخدام العنف. وكان السبيل لتحقيق ذلك هو المزج الصحيح بين الردع والمبادرة السياسية.

•بعد نجاح الدول العظمى في التوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، تأجل احتمال حصول إيران على قدرة نووية إلى ما بعد فترة زمنية تراوح بين 10 إلى 15 سنة. لكن بعد مرور هذه الفترة الزمنية ستحتاج إسرائيل من جديد إلى بناء استقرار استراتيجي مع وجود أكثر من دولة نووية في الشرق الأوسط. وللرد على هذه المسألة هناك حاجة إلى مواجهة تحد صعب: استقرار استراتيجي مع تكاثر عدد اللاعبين النوويين (على الأرجح، فإن دولاً عربية أخرى ستحذو حذو إيران وستحصل على قدرة نووية)، وفي مواجهة ثقافات مختلفة ونزاعات متعددة.

•ومن بين جميع المسائل المطروحة تبدو مسألة تأثير تعدد الثقافات هي الأسهل. لقد أكد التاريخ النووي خلال الـ70 سنة الأخيرة أنه بالرغم من جميع الصعوبات، فإن في الامكان إنشاء استقرار استراتيجي بين ثقافات مختلفة، على الرغم من صعوبة ادعاء أن الثقافة الاستراتيجية في الاتحاد السوفياتي بزعامة ستالين، أو في الصين بزعامة ماو تسي تونع، تشبه ثقافة الغرب الاستراتيجية.

•كما أن مشكلات التواصل بين إسرائيل وخصومها لا تشكل عائقاً لا يمكن التغلب عليه، فتجربة إسرائيل في المجالات غير النووية، ونجاح سياسات الغموض النووي التي بحد ذاتها لا تسمح بالتحاور مع الطرف الآخر، أثبتتا وجود طرق أخرى كثيرة لنقل رسائل موثوقة من دون وجود تواصل جيد.

 

•ليس هناك حل جيد لمشكلة تعدد اللاعبين النوويين. حتى في النظام الأحادي القطبية هناك مخاطر معينة من شأنها زعزعة الاستقرار بسبب حسابات خطأ أو أخطاء أخرى. في نظام متعدد الأقطاب، تبدو مخاطر حدوث مثل هذه الأخطاء أكبر بكثير، ولا نستطيع أن نسمح لأنفسنا بارتكاب أخطاء في واقع نووي، كما لا يمكننا الاعتماد على افتراض وجود قدرة دائمة تسمح بمنع دول في الشرق الأوسط من الحصول على قدرة نووية. وستضطر إسرائيل إلى استغلال فترة السماح التي تحققت من خلال الاتفاق [النووي مع إيران] للمساهمة في خلق وضع سياسي يقلص إلى حد بعيد من الحافز  على شراء سلاح نووي، كما ستكون عليها في نهاية الأمر التقيد باتفاقات الرقابة على السلاح النووي.