•هذا الأسبوع قام وزير الدفاع الجديد بجولة في الولايات المتحدة وحظي بحسن الضيافة وفق التقاليد الأميركية. من زاوية المضيفين، فإن العلاقة الحارة والتكريم هما من قبيل من زرع المعروف حصد الشكر. ومثلهم مثل الزعماء الآخرين في الساحتين الدولية والإقليمية، فهم يتفحصون بدقة أقوال وسلوك ليبرمان، هو الذي سيطلب منه في وقت قريب أن يقرر طرق التحرك وتوجهات عمل المؤسسة الأمنية في ما يتعلق بكل جبهة من جبهات المواجهة مع إسرائيل.
•في الجبهة الشمالية، سواء في مواجهة لبنان أو في مواجهة ما بقي من سورية، ليس لدى ليبرمان في هذه المرحلة هامشاً كبيراً للتأثير، باستثناء تعزيز السياسة الحالية ومنع انتقال السلاح الصاروخي الذي يعتبر كاسراً للتوازن والاستمرار في رفع مستوى الجهوزية. في جبهة يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، تبدو الخطوات التي يتخذها الجيش صحيحة، أما الاستمرار في الخطوات السياسية حيال السلطة فذلك عائد إلى رئيس الحكومة ووزير الخارجية. بينما التأثير الأساسي والقدرة على تغيير الواقع موجودان في اعتقادي في الجبهة الجنوبية في مواجهة قطاع غزة.
•إن الواقع المتفجر والدقيق هناك يمكن حله من خلال واحدة من طريقتين: الأولى مواجهة مع "حماس" تنتهي بتغيير الواقع، والبحث عن مسؤول آخر عن قطاع غزة (أو تتحمل إسرائيل المسؤولية عن القطاع وسكانه)؛ والثانية تغيير الواقع بصورة تساعد على التنفيس قليلاً من الجو الضاغط والمشحون، والمضي نحو حل مثل الحل الذي يحاول وزير المواصلات يسرائيل كاتس اقتراحه، أي بناء مرفأ ومطار على جزيرة [منصة] يتم إنشاؤها مقابل شواطئ قطاع غزة.
•إن في إمكان مثل هذا الحل بمتابعة وتمويل دوليين، أن يشكل صمام أمان ويزرع أملاً وسط سكان القطاع. ويستطيع مثل هذا الحل مع عملية إنضاج ملائمة، أن يصبح الخيط الرابط بتركيا ومفتاحاً لتسوية العلاقات معها.
•لقد بُحثت اقتراحات مشابهة في السنوات الأخيرة، وحظيت حتى بدعم عناصر أمنية رفيعة. وجاءت الانتقادات المركزية ضدها، بحسب ما نُشر في وسائط الإعلام، من جانب وزير الدفاع السابق موشيه يعلون. هذه الانتقادات لم تعد موجودة في هذه المرحلة، وحالياً يستطيع ليبرمان تغيير الواقع، من دون المبادرة إلى حرب، أو الأخطر من ذلك الانجرار إليها.
•إن دعوة الوزير كاتس إلى إجراء نقاش جدي لاقتراحه في المجلس الوزاري المصغر هي دعوة مناسبة. ويجب عدم تكرار النقاش الاعلامي الأخير بين الوزير بينت ورئيس الحكومة، فهذه هي بالتحديد مهمة المجلس الوزاري السياسي - الأمني. وعندما يحصل ذلك، فليتكبّد الوزراء عناء درس الموضوع بمساعدة رئيس الحكومة ومجلس الأمن القومي، ومن بعد ذلك يجرون نقاشاً حقيقياً معمقاً.
•إن دعم وزير الدفاع لهذه الخطوة مع القدرة التنفيذية المعروفة عن الوزير كاتس، يمكن أن يؤديا إلى تغيير الواقع، وقد يضمنان لسكان قطاع غزة وسائر سكان إسرائيل صيفاً هادئاً. ومثل هذه الخطوة ستضمن لوزير الدفاع الجديد أن يحظى أيضاً في زيارته المقبلة للولايات المتحدة باستقبال حار وترحيب.